إلى روح الأسطورة التي أَدَّتْ واجبَها ورَحَلَتْ.. الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش رحمه الله لا شيءَ ما بيني وبينكَ غير ماء الروحِ في جسد القصيدَة لا شيءَ غير الشعرِ حين يفيضُ من عمقِ الينابيعِ البعيدَة لا شيءَ ما بيني وبينكَ غير عادتيَ القديمةِ في اقتطافِكَ من كتابٍ وارتشافِكَ من جريدَة لا شيءَ غير الحُسنِ حين يكون هذا الحُسنُ أقدسَ من عقيدَة لا شيءَ إلاَّ كلُّ شيءٍ من بدايات الترابِ إلى نهايتِهِ الأكيدَة عُمُرٌ.. سَرَيْتَ بِهِ تُفَتِّشُ عن حقيقتِكَ الشريدَة يا خابطاً بالأمسِ في جهة الغيابِ تطاردُ المجهولَ قَنَّاصاً وتحلمُ أن تصيدَة ها أنتَ تجري في دروب الغيبِ ثانيةً.. وثانيةً تطاردُ... لا طريدَة! من أين جاء إليكَ موتُكَ.. هل تَسَلَّلَ من مَمَرٍّ في القوافي أم تَسَرْبَلَ بالمجازِ وصار مصيدةً فريدَة؟؟ ووَقَعْتَ في شَرَكِ المكيدَة! الآنَ يرتجفُ السؤالُ على رحيلكَ: مَنْ يشدُّ جدائلَ الكلماتِ بعدكَ.. مَنْ يُطَرِّزُهاَ بألوان الشرائطِ.. مَنْ يُعَبِّئُ في حقائبِها المعانيَ قبل أن تمضي إلى فصل النَّشيدَة؟؟؟