في ذكرى الشاعر الكبير (محمود درويش) الذي لم يشأْ لقصيدة الحياة أن تنتهي.. لم تنطفئْ يا كوكبَ المعنى ولكنْ دورةٌ من عُمْرِكَ اكْتَمَلَتْ لتَبْدَأَ في فضاء الغيبِ دورتُكَ الجديدَةْ. هي رحلةٌ أخرى وهذا الدربُ دربُ العابرين إلى (المجازِ) يُنَقِّبُونَ عن القصائدِ في الفضاءاتِ الشريدَةْ لم تنطفئْ يا أيُّها الأَلَقُ المُعَبَّأُ داخل الكلماتِ.. يا شوقَ الحروفِ إلى طفولتِها السعيدَةْ يا صوتَ محنتِنا المُضَرَّجَ بالمواويلِ الشهيدَةْ اليومَ تصعدُ قُبَّةً سَعَةَ ابْتِهَالِكَ، فابتهلْ إنَّ الصدى يأتي وإنْ كانت مزامرُهُ بعيدةْ يا موغلاً في المستحيلِ من الرُّؤَى منذ انثنيتَ تكيدُ للرُّؤيا وتُوقِعُها بأشراكِ المكيدَةْ ما دام نبضُكَ بدعةً في النبضِ.. ما دامت تُحَرِّرُكَ الكتابةُ منكَ.. ما دام انخطافُكَ لم يزلْ صقراً وما دامت لك الرُّؤيا طريدَةْ (لن تنتهي هذي القصيدَةْ!) (لن تنتهي هذي القصيدَةْ!) نبكيكَ لا نَجِدُ البكاءَ طريقَنا نحو الخلاصِ.. وإنَّما في الحُبِّ تفترسُ لعواصفُ نفسَها والحزنُ طقسُ قيامةٍ في محشر الذكرى ونحن الكائناتُ الطالعاتُ من الفجيعةِ..نحن يا (محمودُ) تلك الكائناتُ ندري بما أَوْحَى إلينا الرَّبُّ من مَلَكوتِهِ: لا بُدَّ من موتٍ لتكتملَ الحياةُ! هل مُتَّ حقاًّ أمْ هربتَ من الزمانِ؟ وهل هربتَ من الزمانِ لكي تذودَ العُمْرَ عن شَرَكِ المكانِ؟ كأنَّما قالَتْ رُؤَاكَ لنا : هنا شبحي ولستُ أنا.. وكانت فكرتي مَرَضاً قضيتُ بهِ الحياةَ على سريرٍ من وَرَقْ! هل مُتَّ حقاًّ أم دَعَتْكَ لنفسِها حوريَّةٌ في الخلدِ ترشوها بتشبيهٍ حميمٍ يستفزُّ الحُورَ من وُكُناَتِها حَدَّ الشَّبَقْ؟ هل مُتَّ حقاًّ أم ذهبتَ تطاردُ المعنى المسافرَ في الجدائلِ والسنابلِ والجداولِ.. رُبَّما ألفيتَ في المجهولِ ما يُغني عن الوطنِ المُرَقَّعِ بالوصايا أو بلاداً لا تُحاصرُها السطورُ ولا تُهَدِّدُها المحابرُ بالغَرَقْ؟
(محمودُ) يا رجلاً من الياقوتِ تَلْبَسُهُ النِّساءُ مَرُّوا بنعشِكَ مثقلاً بالوردِ والتيجانِ.. محمولاً على شَهَقاَتِ (ريتا)..كان يرفعُهُ البكاءُ! قلتُ : العزاءَ.. فقالَ – من أَلَمٍ- صديقيَ : لا عَزاَءُ! (محمودُ) عصفورٌ يُخَبِّئُ في جناحَيْهِ الفضاءَ.. وها هنا سَقَطَ الفضاءُ!
نبكيكَ لا نَجِدُ البكاءَ طريقَنا نحو الخلاصِ.. وإنَّما في الحُبِّ تفترسُ العواصفُ نفسَها والحزنُ طقسُ قيامةٍ في محشر الذكرى ونحن الكائناتُ الطالعاتُ من الفجيعةِ.. نحن يا (محمودُ) تلك الكائناتُ ندري بما أَوْحَى إلينا الرَّبُّ من مَلَكوتِهِ: لا بُدَّ من موتٍ لتكتملَ الحياةُ! لكنَّما ثَمَرٌ يُطَرِّزُ سنديانَ حنينِنا عَصَفَتْ عليهِ الذكرياتُ صَلَّى عليكَ الشعرُ يا (محمودُ).. إنْ أنا لم أقلْ: «...............»!