اعلنت مقاطعات في اقليم السند الباكستاني حالة التاهب القصوى اليوم السبت تحسبا للسيول التي دمرت اجزاء اخرى من البلاد والقت بظلال جديدة من الشك على قدرة الرئيس آصف علي زرداري على القيادة. وتسببت السيول في مقتل 1600 شخص على الاقل. وقالت الهيئة الوطنية لادارة الكوارث إن 12 مليون شخص تضرروا في اقليمين اجتاحتهما السيول في حين لم ترد ارقام بعد من اقليم السند بجنوب البلاد. ومن المتوقع هطول امطار غزيرة على مناطق في باكستان ضربتها بالفعل اسوأ سيول تشهدها البلاد منذ 80 عاما. ومن المنتظر أن تلحق السيول اضرارا كبيرة لاسيما بالمناطق الريفية في اقليم السند بعدما اندفعت من الشمال الغربي عبر مناطق الوسط الزراعية في البنجاب على امتداد مسار يبلغ نحو الف كيلومتر على الاقل. وقال مكتب الاممالمتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية "اربع مقاطعات على الاقل في حالة تاهب قصوى في الوقت الذي تستعد فيه السيول لدخول اقليم السند." وقال مسؤولو المنظمة الدولية انه جرى إجلاء اكثر من نصف مليون شخص من السند. كما تلحق السيول اضرارا بولاية جامو وكشمير الهندية على الحدود مع باكستان حيث تعرقل الامطار جهود الانقاذ والاغاثة. وقتلت السيول بالفعل ما لا يقل عن 113 شخصا في منطقة لاداخ الواقعة في جبال الهيمالايا. وفاقمت السيول الغضب الشعبي إزاء غياب زرداري الذي مضى قدما في زيارات دولة الى باريس ولندن في أوج الكارثة التي ابتلعت قرى بأكملها. ورفض زرداري الانتقاد القاسي وصرح في برنامج نيوز نايت الذي يبثه تلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) بان رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني يتعامل مع الازمة ويبلغه بالتطورات اولا باول. وسيوجه الرئيس اليوم كلمة الى الجالية الباكستانية في بريطانيا بعد محادثاته مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون التي اتفق فيها الزعيمان على فعل المزيد لمكافحة التشدد الاسلامي. وينتقد كثير من الباكستانيين بالفعل قيادة زرداري لبلد يمثل المتشددون فيه تهديدا امنيا رغم الهجمات من الجيش كما ينتشر الفقر ويتفشى الفساد. ويتولى الجيش الذي حكم باكستان لاكثر من نصف تاريخها جهود الاغاثة. وكان زرداري يناصب في الماضي العداء للجيش. لكن رغم اضراره بصورة باكستان في الخارج والداخل بتركه البلاد خلال الازمة لا يتوقع محللون ان ينتزع الجيش زمام السلطة اذ ان اولويته الاولى هي محاربة تمرد عنيد لحركة طالبان الباكستانية. ولا تريد واشنطن حليفة باكستان ان ترى حليفتها تمر بحالة من عدم الاستقرار اذ تعول عليها في مساعدتها في حملتها ضد متشددي طالبان في افغانستان. ووصف جيلاني الذي وجه خطابا الى الامة امس الجمعة للمرة الاولى منذ وقوع الكارثة الخسائر البشرية والمادية بانها "ضخمة" وناشد المجتمع الدولي تقديم معونات لبلاده. وباتت امدادت الغذاء قضية مهمة. كما نضبت المياه من الابار في العديد من المناطق.والى الهند حيث اعلن الجيش ان امطارا غزيرة عرقلت جهود الانقاذ والاغاثة في منطقة لاداخ الهندية في الهيمالايا امس السبت بعد سيول عنيفة ادت الى سقوط 113 قتيلا على الاقل . وذكرت وزارة الخارجية الهندية ان عشرات الاشخاص فقدوا ويعتقد ايضا ان بعض السائحين الاجانب تأثروا من جراء السيول العنيفة. وفتح المطار الموجود في بلدة ليه التي تنتشر فيها الاديرة البوذية وتم ارسال طائرات تحمل فرق اغاثة من الكوارث واطباء ومعدات اتصال . ويقوم اكثر من ستة الاف جندي هندي باعمال الانقاذ والاغاثة في المنطقة التي لها حدود مشتركة مع الصين. ولكن متحدثا باسم الجيش قال ان الامطار الغزيرة عطلت هذه العمليات. وتجاور هذه المنطقة باكستان التي شهدت اعنف سيول منذ 80 عاما مما ادى الى سقوط اكثر من 1600 قتيل واشاعة الفوضى في حياة اكثر من 12 مليون نسمة وتوجيه ضربة للاقتصاد المعتمد على الزراعة. وفي ليه الواقعة على ارتفاع 3505 امتار في ولاية جامو وكشمير فقد عشرات الاشخاص بعد سقوط انهيارات طينية ناجمة عن السيول على المنازل وابراج التليفونات والمكاتب الحكومية.