اقامت اليابان حفل تأبين الجمعة بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة والستين لالقاء القنبلة الذرية الامريكية على مدينة هيروشيما في حضور ممثل للولايات المتحدة للمرة الاولى. وقرع جرس السلام في الساعة الثامنة والربع صباحا وهو نفس التوقيت الذي اسقطت فيه القنبلة من الطائرة الحربية بي-29 إينولا جي في السادس من اغسطس اب 1945 ووقف عشرات الالاف من الناجين من كبار السن ومن الاطفال وكبار الشخصيات دقيقة في صمت تحت شمس الصيف الحارقة. وقال تاداتوشي أكيبا رئيس بلدية هيروشيما في كلمة اعقبها إطلاق الحمام الابيض "من الواضح ان الحاجة الملحة الى القضاء على الاسلحة النووية تنتشر في ضميرنا العالمي." وقتلت قنبلة هيروشيما التي اطلق عليها "الولد الصغير" آلاف الاشخاص في الحال. ومع نهاية عام 1945 ارتفع عدد القتلى إلي حوالي 140 ألفا من اجمالي عدد السكان المدينة الذي قدر بحوالي 350 ألفا. وتوفي آلاف اخرون جراء امراض او اصابات في وقت لاحق. وبعد ثلاثة ايام من هجوم هيروشيما وفي 9 اغسطس 1945 اسقطت الولاياتالمتحدة قنبلة ذرية اخرى على ناجازاكي في جنوباليابان. واستسلمت اليابان بعدها بستة ايام لتنهي العدوان العسكري الذي القى بها في الحرب العالمية الثانية. وارسلت الولاياتالمتحدة - المنهمكة في خلاف مع اليابان بشأن نقل قاعدة جوية امريكية من جزيرة اوكيناوا الجنوبية- ممثلا إلي الحفل للمرة الاولى وهو ما يعكس مسعى الرئيس باراك اوباما لتخليص العالم من الاسلحة النووية. وقال السفير الامريكي جون روس في بيان "من أجل أجيال المستقبل يتعين علينا ان نواصل العمل معا لتحقيق عالم بدون اسلحة نووية". وقال توميكو ماتسوموتو (78 عاماً) وهو أحد الناجين من القنبلة الذرية "نريد نزع الاسلحة النووية وإذا سارت الولاياتالمتحدة في مقدمة الركب فإن دولا اخرى ربما تحذو حذوها. "في البداية كنت ابغضهم (الولاياتالمتحدة) لكن هذا البغض تلاشى. الان ارغب في رؤية عالم مسالم." ووقع اوباما -الذي فاز بجائزة نوبل للسلام العام الماضي لاسباب من بينها رؤيته لعالم خال من الاسلحة النووية- اتفاقية للاسلحة الاستراتيجية مع روسيا في ابريل نيسان تلزم خصمي الحرب الباردة السابقين بتخفيض الرؤوس النووية المنشورة بحوالي 30 بالمئة. وقال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون -وهو أول امين عام للامم المتحدة يحضر الحفل- "نرى قيادة جديدة من اقوى الدول ... يتعين علينا ان نبقي على هذا الزخم." وقال رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان ان اليابان - الدولة الوحيدة التي تعرضت لهجمات نووية- ستتزعم دولا اخرى للوصول الى عالم خال من الاسلحة النووية. وتفرض اليابان حظرا ذاتيا على امتلاك او انتاج او السماح بوجود اسلحة نووية في البلاد وهو جزء من دستورها السلمي بعد الحرب العالمية الثانية. ويعتزم الحزب الديمقراطي الحاكم - الذي يشعر بقلق لتزايد القوة العسكرية للصين المجاورة- اجراء مراجعة دفاعية بحلول نهاية العام.