تواترت أنباء بتأكيد نائب رئيس اليمن الجنوبي السابق علي سالم البيض تعاطفه مع المتمردين الحوثيين، وإذا كان ذلك صحيحا فإن ذلك يمثل بداية النهاية لأيّ تعاطف يمكن للجنوبيين في شطر اليمن أن يحصلوا عليه من الدول العربية ، تجاه مطالبهم من الحكومة المركزية في صنعاء ، فالتحرك الحوثي في شمال اليمن، تجاوز المطالب الاعتيادية التي اعتادت الشعوب أن تطالب بها حكوماتها ، كتحسين الأوضاع المعيشية والصحية والتعليمية والاجتماعية وغيرها، إلى رفع السلاح في وجه الدولة ، والاستعانة والاستقواء بالأجنبي في ذلك ، وهو أمر تجاوز مفهوم الخيانة العظمى بحسب مفهومها وعقوبتها المقررة في القانون الدولي ، إلى ما هو أكبر من أي وصف أو توصيف ، بل إنّ التهديد الحوثي لم يكن موجها فقط إلى الكيان والوجود اليمني ، بل هو تهديد حقيقي للمنطقة برمتها ، وللأمة برمتها، ولجيران اليمن الأقربين خاصة .. ومن هنا تنبع الخطورة المستترة من وراء أي تأييد يمكن للحوثيين أن يحصلوا عليه من أية جهة كانت ... فتأييد أولئك الخوارج مهما كانت درجاته أو مستوياته ، فهو جزء من التهديد الذي يمثله الخروج الحوثي على الشرعية اليمنية .. فإذا كان الأخوة في الشطر الجنوبي من اليمن لا يُدركون تلك الحقيقة ، فتلك مصيبة ، لا يُماثلها في عظمها سوى إدراكهم لخطورة ذلك التهديد للاستقرار في اليمن والبلدان المجاورة له ،ثم التمادي في دعم وتأييد أولك الخوارج مع ذلك الذي يمثلونه من الخطر والخطورة على الجميع . إنّ ما أود أن أهمس به في آذان عقلاء إخواننا في الشطر الجنوبي لليمن العزيز والغالي علينا جميعا هو: أنه مهما كانت درجات ومستوى مطالبكم تجاه صنعاء ،ووجاهةُ تلك المطالب من وجهة نظركم ، فإنّّ تأييدكم ومؤازرتكم للحوثيين ، ليس هو الطريق الأمثل والمناسب للحصول على تلك المطالب .. فالدول العربية المهددة بجنون أولئك الحوثيين ، سيبرر تأييدكم ومؤازرتكم لأولئك الخوارج الأعداء، جعلها لكم وإياهم في كِفة واحدة ، وعندها ليس ببعيد ولا غريب ولا بمستَنكر ، أن تُعاملوا بنفس المعاملة التي يُعاملُ بها أولئك الخوارج الأعداء ، إن لم أقل : ستُحاربون بنفس السلاح الذي سيُحاربون به ، طالما أن الأمر له تعلق بالوجود والدفاع عن النفس . أمّا ما هو غريب في مسألة ذلك التأييد للأخوة في جنوب اليمن للخوارج الحوثيين ، الذي تتحدث عنه الأنباء ، فهو في تزامنه مع إعلان التمرد في شمال اليمن الإفراج عن الجنوبيين الأسرى لديها .. فهل هي صفقة غاب عن إخواننا في جنوب اليمن خُسرانها ..؟! * مستشار إعلامي [email protected]