عندما يعتاد الانسان على النعمة، قد لا يقدّرها حق قدرها، و تصبح بالنسبة له أمراً إعتيادياً. كثيره هي النعم التي لا نعرف قيمتها، ولا نحافظ عليها، إلا إذا افتقدناها، فالصحة تاج لا نحسّ بقيمته إلا إذا أُصبنا بالمرض، و المال ننفقه بدون تخطيط، وإذا أحسسنا بنقص نبدأ في التدبير. نحن نعيش في أمن يحسدنا عليه الغرب المتقدم وقد لا نقدِّر دور رجال الأمن في ذلك، لأننا أصبحنا ننظر لكل الأمور على أنها أمور بديهية. نعيش في وطن كريم أنعم الله علينا فيه بنعم لا تحصى، وكلما نظرنا حولنا، نزداد يقيناً بأننا نملك الكثير، وأن قيادتنا لا تبخل على الوطن، ولاعلى أبنائه، بل و تحلم بمستقبل أجمل للجميع. كان جيل أجدادنا جيلاً عصامياً حفر في الصخر منهم من ترك أهله وهو لم يبلغ سن المراهقة ليعمل في الزراعة، أو في وظائف قد ننظر لها اليوم بدونية، رحلوا إلى مدن بعيدة في وقت كان السفر فيها مشقة، ولا وسيلة اتصال بينهم وبين أهاليهم . و المحظوظ من كان يدرس في الكُتَّاب، او المسجد ثم يعمل في شهور الصيف لكي يحصل على دخل يستعين به باقي العام. أمّا اليوم، أكاد أجزم أنه ليس فينا من يستطيع أن يقول إنه إنسان عصامي بدأ من الصفر، فالدولة كفلت له حق التعليم حتى الجامعة بل و منحت المجتهدين فرصة للدراسة في أفضل جامعات العالم، و هو أمر لا نجده في الغرب أو الشرق. و كفلت له الرعاية الصحية، بل وفتحت له أبواب العمل الحر ومساعدته بالقروض الميسّرة، وقبل هذا كله وفّرت له الأمن والأمان. لابدّ أن ندرك أننا محظوظون لأننا أبناء هذا الوطن، ولابدّ أن نعمل بجِدّ واجتهاد لكي نحافظ على مكتساباتنا وان نحرص على أن نخدم هذا الوطن كل في مكانه، وأن نقدِّر كل شخص يعمل بإخلاص و أمانة. ومن حق هذا الوطن علينا، أن نشكره بأن نكون صورة مشرَّفة له. نحن معروفون بالكرم مع ضيوفنا، وإذا كنا ضيوفاً في بلد آخر، فيجب أن نعرف أنهم يحكمون على بلدنا من خلال تصرفاتنا. لذلك، دائماً ما نفتخر بابنائنا الذين يحققون المراكز الأولى في المسابقات الدولية، ولدينا من الأطباء و الباحثين الذين تقدّرهم أهم المراكز البحثيه الدولية وتحرص على نشر أبحاثهم. وأتمنى أن يقام حفل سنوي لتكّريمهم، وأن تكون هناك جوائز سنوية للمتفوقين، فمهما حصلوا على التكريم الدولي، يبقى تكريم الوطن أغلى وسام على صدورهم. والحمد لله على نعمة هذا الوطن.