مأساة لبنان حاليا أنه وقع بين نارين: داخلية يمثلها غياب مجلس نوابه عن واقعه المأساوي وسط تجاهل نوابه وسياسييه ما آل إليه وضعه،وخارجية تتمثل في إستمرار العدوان الإسرائيلي علي جنوبلبنان و إصرار الخماسية الدبلوماسية علي عدم تقديم أي مرشح لمنصب الرئيس الشاغربالاسم إحتراما للوضع الداخلي السياسي (المتشرذم) والاكتفاء بوضع مواصفات للرئيس المنتظر الأمر الذي لم يعجب بعض الفرقاء السياسيين. والمؤسف في الحالة اللبنانية أنه لا يبدو في الأفق أي حل داخلي لاختلاف كل سياسييه وطوائفه المتعددة ومحاولة فرض مرشح معيّن من قبل جبهة الممانعة ولو أدي ذلك لاستمرار الفراغ الرآسي للأبد. لايبدو في الأفق أي بصيص أمل في التوصل لحل للمعضلة الرئاسية مع إستمرار إصرار نوابه الذين -وهذا هو المضحك والمبكي في آن واحد- علي تلقي توجيهات كتلهم السياسية المتعددة الأهواء وغير المهتمين بمعاناة الشعب اللبناني،لاهتمامهم الواضح بمصالح شللهم السياسية علي حساب الشعب اللبناني وكأن معاناة الشعب أثناء الحرب الأهلية التي أشعلوها أنفسهم قبل عقود، لم تكفهم حتّى مع تقاسمهم لكيكة المناصب طوال العقود الماضية التي أعقبت نهاية الحرب الاهلية. المؤسف في الحالة اللبنانية ،أن مجلس النواب ورئيسه غير مهتمين سوي بمرشح الثنائي، ضاربين بعرض الحائط معاناة لبنان وشعبه علي كل الصُعُد. المطلوب حالياً مع المزيد من تردّي الأوضاع اللبنانية ، صحوة شعبية علّها توقظ كتله السياسية الفاسدة لوضع حدّ للمهزلة التي يشهد لبنان وشعبه فصولها حالياً، وليدرك نوابه و كافة سياسييه أنه لابدّ من وضع نهاية للأزمة الحالية،وأن مصلحة لبنان وشعبه وكل طوائفه فوق رغباتهم الجشعة. وكان الله في عون الشعب اللبناني علي ما حلّ به من مصائب نتيجة لحكم فاسد لا أمل في إصلاحه علي المدي المنظور إلّا بمعجزة تنهي الشيزوفرانيا التي يعيشها سياسيوه ونوابه . كاتب صحفي ومستشار تحكيم دولي