اشتعلت الأحداث في لبنان بسقوط أول قتيل في التظاهرات المندلعة منذ 17 أكتوبر الماضي، فيما صبت تصريحات الرئيس عون مزيدًا من الزيت على النار، بدعوته من لايرضى عن المسؤولين إلى الهجرة، فيما تشير التسريبات أن سعد الحريري يتجه للاعتذار عن تشكيل الحكومة، بعدما فشل في إقناع عون وحزب الله بأن تكون من التكنوقراط. سألنا محللين سياسيين لبنانيين وعرب عن نوع الحكومة المناسبة للأوضاع الحالية في لبنان، وعمن يضع العقبات في طريقها. حول ذلك يرى الإعلامي اللبناني طارق أبو زينب، أن لبنان دخل نفقًا مظلمًا في ظل عدم اتفاق زعماء الطوائف والأحزاب والكتل السياسية حتى الآن على نوع الحكومة، وكذلك مع استمرار الأوضاع الاقتصادية السيئة، مؤكدًا أن الشعب اللبناني يريد حكومة تكنوقراط تنهض بالبلاد، وتتطلع إلى تحقيق تطلعاته، على أن تكون أولوياتها إعداد تشريعات لمحاسبة الفاسدين واسترجاع المال المنهوب والنهوض بالاقتصاد. وأضاف أن مواصلة حزب الله العناد ورغبته الجامحة بالمشاركة في الحكومة الجديدة مرفوض من المتظاهرين، كون تشكيل حكومة تكنوقراط سيرفع الكثير من العقوبات المفروضة على لبنان، والتي جاءت بسبب حزب الله وتدخلاته ومخططاته الخبيثة في دول الجوار، مؤكدًا أن إصرار حزب الله على تواجده في الحكومة الجديدة هو انتحار للبنان، واستمرار لعزله عن محيطه العربي وإبقاء للأزمة الاقتصادية. وقال المحلل السياسي اللبناني جيري ماهر إن لبنان مستمر في ثورته ضد الفساد والفاسدين والمتسببين في تجويع اللبنانيين وحرمانهم من أبسط حقوقهم، ولن يتراجع عن انتفاضته حتى يحاسب كل المتورطين بدمار لبنان، مشيرًا أن الحل سيكون بذهاب السلطة الفاسدة ومحاسبتها واسترجاع أموال اللبنانيين ووقف التبعية لإيران التي بسببها فرضت عقوبات على لبنان وحصاره وخسارة علاقاته مع الدول العربية، التي كانت دائما تستثمر في لبنان وتدعمه لتوفير فرص عمل للبنانيين.وأضاف ل “البلاد” أن ساحات لبنان تشهد يوميا انضمام فئات جديدة للانتفاضة، بينما تستمر المماطلات والمتاجرة بالقضية، وكان الأجدر منذ استقالة الحكومة الاتجاه لاستشارات نيابية وتشكيل حكومة تكنوقراط جديدة ترضي الشعب اللبناني وليس السياسيين. من جهته لفت ماهر أن حزب الله مشكلة قائمة ثابتة في لبنان، ودائما دوره سلبي في كل الملفات داخل البلد، ولن يتغير وضعه إلا بإجراء انتخابات نيابية مبكرة تحجم وجوده وتحاسبه أمام المجتمع اللبناني والدولي.