اذا كان السيد حسن نصر الله جاداً في طرحه ويريد فعلاً حصول انتخابات رئاسية، لا الفراغ، فإن اقتراحه اجراء استطلاعات للرأي لتحديد المرشح الأكثر شعبية أو حتى انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب صالح للبحث ولكن تبعاً للصيغة اللبنانية. فلبنان يقوم على مناصفة بين المسلمين والمسيحيين بغض النظر عن ارجحية أي منهما العددية على الآخر، فمجلس النواب مقسم مناصفة بين الطائفتين مع العلم ان عدد المسلمين أكبر من عدد المسيحيين، أقله الموجودون حالياً في لبنان. واذا تم اللجوء الى الانتخاب المباشر من الشعب يطاح بهذه الصيغة ويصبح الوضع وكأن اتفاق الطائف عُدل لخفض حصة المسيحيين من النصف الى الثلث. ما العمل؟ الحل بسيط جداً: الاحتكام الى الشعب مع الابقاء على صيغة الطائف، أي كما هو الوضع في مجلس النواب: ان تكون الكتلة الانتخابية المسلمة مساوية في النسبة للكتلة المسيحية، أي ان يتم الاستفتاء في كل لبنان وتحتسب النتائج على اساس الطائفتين، وحتى لا يفوز رئيس بأكثرية من طائفة واحدة، يعمد الى اشتراط فوزه بأكثرية الثلثين والنصف في الدورات التي تلي في كلتا الطائفتين. هكذا يكون الرئيس بحق وحقيق تمثيلياً للبنانيين كافة، ولا يعود طرح حسن نصر الله الذي يملك غالبية شيعية عددية يهدد الأقلية المسيحية لأن الطائف ضمن لهذه الأقلية مساواة مع الأكثرية المسلمة. سحر قمري - بريد الكتروني