بعض الحوامل تظهر عندهن حالة ركود في منتجات الكبد الصفراوية فجأة خلال الجزء الثالث من الحمل، الأحماض الصفراوية ينتجها الكبد لتساعد في امتصاص الدهون والفيتامينات المصاحبة لها في القناة الهضمية. و الركود الصفراوي الخاص بالحمل يعنى أن الاحماض الصفراوية لا تنزل إلى القناة الهضمية بالقدر المناسب، وركودها في الكبد ،يؤدي الى ارتفاع مستواها في الدم ، وهذا بدوره يظهر على شكل حكّة شديدة لا يصاحبها طفح جلدي ، وأكثر مكان تظهر فيه الحكّة ،هو باطن الكف وباطن القدم. و قد يصاحبها مع الوقت علامات الحكّة على الجلد ، تزداد الأعراض ليلاً و قد تؤدي للأرق والقلق. يقوم الطبيب بتشخيص هذه الحالة ، بفحص كامل الجلد للتأكد من عدم وجود سبب آخر للحكّة. و بعدها يقوم بإجراء فحص دم لمعرفة وظائف الكبد، و قد يحتاج إلى عمل أشعة صوتية للكبد و فحوص أخرى للدم. بناء على مستوي ارتفاع الاحماض الصفراوية ،يتم التشخيص والمتابعة واتخاذ القرار بشأن خطة الولادة. توجه الحامل الى متابعة حركات الجنين للاطمئنان ، و للمراجعة إن شكت في أن عدد الحركات دون المستوى المطلوب، يراقب الطبيب ضغط الدم عند الأم ، و ذلك لأن هذه الحالة قد يرافقها زيادة حدوث إرتفاع ضغط الدم الحملي ، و سكر الحمل أيضاً، نحتاج إلى إعادة فحص وظائف الكبد كل أسبوع أو أسبوعين، وإشعار الأم بأنها قد تحتاج إلى التبّكير بالولادة لمصلحة الجنين ، إذ أن معدل حدوث وفاة جنينية ،يزيد عن الطبيعي في هذه الحالة، و رغم ذلك فلا نحتاج إلى زيادة عدد متابعات نمو الجنين بالسونار ، معظم هؤلاء الأجنّة يتبرزون قبل الولادة ، فيظهر العقى (البراز الأخضر) في السائل الأمنيوسي، و لذا يجب اختيار مكان الولادة بناء على توافر العناية الحثيثة للأجنة. تُعطى الأم أدوية مخففة، مثل كريمات لتخفيف الحكّة و حبوب مضادة للهيستامين، وهناك أدوية حديثة تقلل من حدّة المرض. في حالة حدوث إسهال دهني مع او بدون تلون البول باللون القريب من السواد ،تحتاج الأم إلى تعاطى فيتامين K , حتى لا تحدث مشكلة تميع الدم عند الأم أو الطفل. وحسب توصيات كلية أطباء النساء والتوليد البريطانية، يحدِّد الطبيب وقت الولادة بناء على مستوى الأحماض الصفراوية، فإن كان مستوى الأحماض أكثر من مائة ميكرومول للتر، فإن المنصوح به ،أن يبدأ تحريض الولادة حوالى الأسبوع الخامس و الثلاثين ، وأما إذا كان مستوى الأحماض الصفراوية أقل من ذلك و لكن أكثر من أربعين ميكرومول للتر، فإن الخطة تقتضي أن تتم الولادة على الأسبوع السابع والثلاثين ، و إذا كان مستوى الأحماض الصفراوية أقل من ذلك، فيتم ترتيب الولادة لتحدث بعد إتمام الأسبوع التاسع والثلاثين. هذه الحالة قليلة الحدوث جداً ، وتحدث عادة لمن لديهن أقارب أُصبن بها فى الماضى ، وتنتهى هذه الحالة بمجرد الولادة ، و لكن يُنصح بعمل تحليل لوظائف الكبد بعد الولادة بستة أسابيع.