زين أمين الوقفات والمعالم في حياتنا كثيرة التنوع ومتعددة تبدأ منذ الولادة وحتى الممات، وكل إنسان له سيناريو حياة متفردة وخاصة به وليس لها تكرار مع أناس آخرين تماما كبصمة الأصبع. سيناريوهات الحياة مليئة بالأحداث واللحظات السعيدة والمثيرة والمملَّة والقاسية والحزينة والصعبة، وهناك أحداث ترسخ في الذهن وتحفر في ثنايا وتلافيف أدمغتنا تجد طريقها إلى الوجدان والقلوب طرباً وفرحاً كالأعياد والمناسبات والاحتفالات السعيدة، وأخري تعتصر قلوبنا حزناً من قسوتها؛ كالفقد والفراق والصدمات والمرض والمواقف الصعبة ، وجميع تلك الأحداث تشكِّل معالم ووقفات رئيسية في حياتنا والتي تعبر عن تفرُّد شخصياتنا. هناك العديد من المواقف والمعالم والأحداث تستحق أن نناقشها ونسترجع ذكراها مع الغير، ونشاركهم فيها أفراحنا وأتراحنا، وذلك من خلال الصور والأفلام والرسائل والهدايا المتبادلة، أو من خلال التجمعات العائلية ولقاءات الأصدقاء وزملاء الدراسة والعمل الخ.. حيث يتخلل تلك اللقاءات تبادل مشاعر الحب والتقدير والود، وتبادل الذكريات وإلقاء النكات والقصص الطريفة وممارسة الطقوس الاجتماعية للإعداد لتلك المناسبات، التي بالضرورة تعيدنا الى جذورنا الأولى وتثمِّن تقاليدنا وأعرافنا وعاداتنا، إنها الباعث لتحديد موقفنا الثقافي والحضاري في هذا العالم، بل وتدعم سلوكياتنا لمسيرتنا في الحياة ومواصلة الاستمتاع بها. ومن هذه الأحداث مثلاً: مناسبة الزواج وتاريخ ولادة أول طفل وكيف نطق كلماته الأولى وما رافقها من الطرافة وأول يوم في الدراسة وأحاسيس ومشاعر أول حب، وكيف قادت الصدف الى صداقات فيها تضحيات، ويوم الحصول على الاعتراف الرسمي ببلوغ سن الرشد، وذكريات العيش في كنف الوالدين، وتواريخ أحداث العمل الجسام والأيام الأولى لبدايات التقاعد وغيرها الكثير. وأخيراً، يجب أن ننوِّه بشدّة على أهمية الاحتفاء والاحتفال بالأعياد والأفراح والمناسبات، لأنها تترك آثاراً إيجابية على صحتنا النفسية والعقلية ومشاعرنا الاجتماعية، وتبثنا الأمل لحياة مبهجة ومستقبل مفعم بالتفاؤل. زين أمين