ذكر الأستاذ عبد الله الكثيري في زاويته (شاطئ) يوم الجمعة الموافق 21-10- 1425ه شيئاً من أحاديث المجالس والتي سمع بعضها وعلق على بعض منها، وهذه بعض من الوفقات حول أحاديث المجالس لعل الله عز وجل ينفع بها الجميع في الدنيا والآخرة. الوقفة الأولى: مع ذلك الرجل الكبير في السن والذي بلغ حوالي ثلاث وستين سنة حيث ذكر أن نصف أصدقائه ماتوا ونصفهم تهجروا.. ويقول الرجل هذا الكلام بصوت حزين فمن يريد الراحة النفسية والسعادة القلبية في هذه الحياة فما عليه إلا الرضا بما رزقه الله تعالى: {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}.. وقال صلى الله عليه وسلم: (لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها) وعلى الإنسان أن يحب لأخيه المسلم ما يحب لنفسه وهذا الأمر بلاشك من علامات الإيمان وصلاح قلب الإنسان. الوقفة الثانية: مع ذلك الرجل الآخر والذي قال مشكلتنا أننا لا نتذكر الشيء إلا في حله، وكلام هذا الرجل صحيح ولا غبار عليه، فالناظر بعين العقل والبصيرة في أحوال أفراد المجتمع يجد أن طبيعة المجتمع والغالبية العظمى منهم يتحركون ويعملون كل شيء في آخر لحظة وفي الوقت الضائع.. وبالمثال يتضح المقال: العمل نذهب إليه في آخر لحظة وحجز الطيران في آخر لحظة والأولاد نسجلهم في المدرسة في آخر لحظة ومستلزمات الأعياد نشتريها في آخر لحظة وكأن آخر لحظة جزء من حياتنا لا نستطيع التخلص منها، فمتى نعرف قيمة الوقت ونتحكم في النفس؟. الوقفة الثالثة: علمتني الحياة مهما طال ليل الأتراح فلابد من شروق نهار الأفراح وما أجمل ما قاله الشاعر: إذا اشتدت بك البلوى ففكر في ألم تشرح فيسر بين عسرين إذا ذكرته تفرح والحياة بلاشك تجمع بين المرارة والحلاوة وبين السعادة والشقاوة ولله در الشاعر عندما قال: يجري القضاء وفيه الخير نافلة لمؤمن واثق بالله لا لاهي إن جاءه فرح أو نابه ترح في الحالتين يقول الحمد لله وصدق والله من قال الحياة رحلة مركبها الوفاء وشراعها الصفاء وبحرها اللقاء وحقيبتها الذكريات. محماس بن عايض بن رسل الدوسري