يحرص أهالي منطقة تبوك عامة وأهالي البادية بشكل خاص، على إحياء مظاهر عيد الأضحى المبارك بطريقتهم الخاصة والتي تنم عن الأصالة والمعاصرة بقلوبٌ يملؤها الفرح لإستقبال العيد الأكبر . ويأخذ شكل العيد في بادية تبوك طابعاً رصيناً وهادئاً ،مبعثه الهدوء والاستقرار الذي أعتادوه من خلال إيقاع حياتهم المنبسطة في الصحراء ، حيث يبدأ الهجانة صباح العيد بعد آداء الصلاة بمعايدة سكان البادية على شكل جماعات وهم يرددون ألوان " الهجيني " من خلال المعايدة ، ويستقبلهم الأهالي حينها بكل حفاوة وتكريم مرحبين بهم أجمل ترحيب ، ليتجه بعد ذلك الجميع إلى منازلهم لنحر الذبائح ، حيث يحرص كل منهم على ذبح أضحيته بنفسه تمشيا مع السنة النبوية ، وعقب الانتهاء من سنة الذبح وتجهيز الأضاحي يتناولون طعام الإفطار ، ثم يخرجون لزيارة الأهل والأقارب، وتبادل التهاني وهدايا العيد فيما بينهم في عادة إجتماعية توارثها الأبناء عن الأجداد وحملت تفاصيلها الأجيال المتعاقبة . وعن تفاصيل الإحتفاء بعيد الأضحى المبارك بين الأهالي قال عبدالله العطوي أحد المتخصصين في الموروث الشعبي بمنطقة تبوك : أن تقايلد العيد لديهم لا تبتعد كثيراً عن المتعارف عليه في سائر مناطق المملكة إلا أنها تتميز بخصوصية تنفرد بها، فهناك فرق " الهجانة" الذين ينطلقون مرددين لحن الهجيني بعبارات تعبر عن فرحتهم بقدوم العيد والتي تستمر كل مساء طيلة أيام العيد ، مشيراً إلى حرصهم على اكتمال زينة الركايب والتي عادة ما تتوشح فيها الابل في مثل هذه المناسبات السعيدة، مشيرا إلى أن سكان البادية يجتمعون في ثالث أيام العيد لإقامة حفل خاص يتم فيه إلقاء القصائد وإحياء الموروث الشعبي وخلافه، كما يتم فيه تكريم المميزين من أبناء البادية والإحتفاء بهم، وأيضا تقام سباقات الهجن وركوب الخيل، وينظم شباب البادية مسابقات بينهم على الإبل للتعبير عن فرحتهم بالعيد ، ويستمر الأحتفال حتى ساعات الفجر الأولى. وأكد " العطوي" في ختام حديثه بأن أجواء العيد في البادية لا تضاهيها مناسبة أخرى، لما تحمل من مشاعر الحب والمودة بين الأهالي، وتزيد من أواصل الألفة والمحبة بينهم.