ظاهرة خطيرة باتت تطفو في شوارع وطرق مدن كبرى كالرياض ،هي الدراجات النارية لتوصيل طلبات المطاعم والمقاهي والبقالات وغيرها. دراجات نارية (تسمى باللهجة المحلية دبابات) صارت تسابق السيارات وتشكّل خطراً حقيقياً على مستخدمي الطريق. يتسابقون حيناً ويتنافسون أحياناً أيهم ينطلق الأول.. دراجات لا تلتزم بمسارات ولا بنظام سير في الطرقات.. دراجات تسابق الوقت بين المركبات لا يفصلها عن السيارات سوى سنتيمترات قليلة.. هل هذه الدراجات النارية خلال سيرها في الطرق الرئيسية والدائرية في مدينة كالرياض، معفاة من الالتزام التام بالمسارات الرئيسية للطرق؟ المُشَاهد أنها تسيرعلى الخطوط الفاصلة بين المسارات أو تسلك أقصى يسار الطريق أو أقصى يمينه، فهل النظام يبيح لهذه الدراجات ذلك؟ هل لهذه الدراجات مسارات غير تلك المحدَّدة للسيارات؟ هل الدراجات النارية غير مطالبة بالالتزام التام بالمسارات المرسومة على الأسفلت كما تطالب به السيارات؟ يومياً تقع حوادث اصطدام هذه الدراجات بالسيارات بسبب عدم التزام الدراجات النارية بالمسارات المحددة، بل المشاهد أنها تتسابق للقفز من مسار إلى آخر ،والسيربين مسارات الطرق بسرعات مخيفة. لقد بتنا نحن قائدو السيارات نخاف من هذه الدراجات، نخاف أن ترتطم بسياراتنا فندخل في قضايا لم نتسبّب بها. ثم أن المُشَاهد أن كل من يستعمل هذه الدراجات وافدون وتحمل شعارات شركات توصيل شهيرة. والسؤال هنا: ألم يتم توطين مهنة توصيل الطلبات؟ وهناك أنواع صغيرة من الدراجات النارية يستعملها في الغالب وافدون آسيويون في توصيل طلبات البقالات ومحلات الخضار،وهذا النوع فضلاً عن صغر حجمه ، فهو يسبّب تلوثاً خطيراً للبيئة بما يخرجه العادم من دخان خانق. أخيراً ، للحدّ من كل تلك المخاطر ، نتمنى تطبيق التوطين، وإن لم يكن قد صدر قرار توطين مهنة توصيل الطلبات ، فعلى الأقل أن يقتصر التوصيل على استعمال سيارات حديثة الموديل نظيفة المظهر، وأن يقترن ذلك بسنّ عقوبات في حال المخالفات.