تبدأ بعض المدارس في مناطق المملكة اليوم الأحد الرابع عشر من ربيع الثاني بتطبيق الدوام الشتوي للعام الدراسي 1445ه ، بينما يبدأ رسمياً في جميع المدارس في يوم الأحد 1445/04/21، ويستمر إلى يوم الأحد 1445/08/29، حيث بداية الاصطفاف الصباحي الساعة 6:45 صباحًا؛ فيما تكون بداية الحصة الأولى في الساعة 07:00 صباحًا ، إذ تقوم بعض المناطق بتقديم موعد الدوام الشتوي وفقاً، لساعات الشروق والغروب وتبعاً لذلك يتم تطبيق مواعيد دوام مختلفة للمدارس. ومع بدء الدوام الشتوي في بعض المدارس ينصح أطباء النوم بضرورة الاهتمام بالنوم الصحي وتجنب السلوكيات الخاطئة كالسهر والإكثار من تناول الشاي والقهوة بكثرة أو الاستمرار في استخدام الأجهزة الإلكترونية إلى أوقات متأخرة إلى ما قبل النوم بلحظات ، مؤكدين أن كل هذه السلوكيات غير صحية ولها تبعات سلبية على الجسم. بداية يقول أستاذ واستشاري أمراض الصدر وطب النوم ومدير مركز طب وبحوث النوم بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور سراج عمر ولي: إن الطلاب الآن ومع بدء الدوام الشتوي بحاجة إلى تنظيم آلية الساعة البيولوجية ، فتجنب السهر والنوم مبكرًا يساعد على عدم تعرض الطالب أو الطالبة إلى الشعور بالخمول والنعاس المتكرر والتعب وتعكر المزاج في فترات النهار؛ لكون الجسم لم يحصل على كفايته من ساعات النوم اللازمة التي تتراوح بين 8-9 ساعات للطلاب والطالبات خصوصًا في مرحلة الابتدائية. وأضاف: عند السهر يسبب الفرد الاختلال لأهم هرمون وهو الميلاتونين الذي يعمل على ضبط الساعة البيولوجية، وهو هرمون موجود بشكل طبيعي في الجسم، وينتج من الغدة الصنوبرية في الدماغ، ويلعب دورًا مهمًا في تنظيم دورة النوم لدى الإنسان، وهو يفرز ليلًا وتكون في أعلى مستوياتها في ساعات الليل المتأخرة من 3 إلى 4 صباحًا، أي نحو 3 ساعات بعد الدخول في النوم، ثم يبدأ في الانخفاض تدريجيًا استعدادًا للاستيقاظ، إذ يرتبط الارتفاع اليومي في إفراز الميلاتونين بانتظام أوقات النوم، ويصبح موعد إفراز هرمون الميلاتونين قبل ساعتين من موعد النوم المعتاد عليه، فوظيفة الميلاتونين الرئيسية في الجسم هي تنظيم دورات الليل والنهار أو دورات النوم والاستيقاظ، ويكون الظلام سببًا في إنتاج الجسم للمزيد من الميلاتونين، ما يشير إلى استعداد الجسم للنوم ورغبته فيه، وفي المقابل يقلل الضوء من إنتاج الميلاتونين وهذا يساعد الجسم للاستعداد للاستيقاظ. ونصح البروفيسور ولي بضرورة الحرص على "النوم الصحي" من خلال تحديد وقت ثابت للنوم والاستيقاظ من النوم، والابتعاد عن الجوال والشاشات قبل النوم بمدة لا تقل عن ساعة؛ لأنها تؤثر على إفراز هرمون الميلاتونين الذي يساعد على النوم، وجعل غرفة النوم مكانًا هادئًا خاليًا من الضوضاء ذا درجة معتدلة، والابتعاد عن المنبهات مثل القهوة والشاي في فترة الليل، مع تنظيم أوقات الأكل بتجنب الوجبات الثقيلة أو الطعام الدسم قبل النوم، والتنفس العميق قبل النوم يساعد على الدخول في النوم. وفي السياق يقول استشاري أمراض الصدرية واضطرابات النوم بمركز طب وبحوث النوم بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور فارس الحجيلي، أن النوم الصحي يتطلب التهيئة النفسية والجسدية الصحيحة حتى يتمكن الفرد من الدخول في مراحل النوم بشكل صحيح وصحي ، لذا يجب الحرص على هذا الجانب مع بدء التوقيت الشتوي في المدارس ، موضحاً أن أبرز مسببات عدم تمتع الفرد بالنوم الصحي هو إشغال الذهن والأفكار المزعجة التي تمهد لحدوث الأرق الذي يعد أهم مسببات عدم حصول الفرد على كفايته من النوم. وأكد أن الحاجة إلى عدد ساعات النوم تختلف من شخص لآخر حسب المرحلة العمرية ، فالأطفال يحتاجون إلى وقت أطول من النوم لتغطية احتياجات الجسم خلال مراحل النمو، وهناك اعتقاد سائد بأن النوم عبارة عن حالة من الخمول في وظائف الجسم العقلية والجسدية، والواقع الذي تم إثباته في كثير من الدراسات العلمية يخالف ذلك تماماً، حيث ثبت أن هناك كثيراً من الأنشطة المعقدة على مستوى المخ تحدث في وقت النوم، بل إن بعض الوظائف الحيوية تكون أكثر نشاطاً خلال النوم، كما أن بعض الوظائف تحدث خلال النوم فقط وتختفي تماماً في حالة الاستيقاظ، وبعض هذه الوظائف تختص بإعادة بناء الأنسجة وإفراز الهرمونات وغيرها من التغييرات. من جانبها نصحت استشارية طب الأطفال العام والأمراض الصدرية للأطفال وأمراض النوم للأطفال والبالغين بمركز طب وبحوث النوم بالمستشفى الجامعي الدكتورة رنيا الشمراني ، طلاب المدارس بالنوم المبكر، إذ يساعد على نموهم بشكل سليم، حيث إن النوم ليلا يزيد من إفراز هرمون النمو، وتعزيز الجهاز المناعي، وقوة الجهاز المناعي تساعد على الوقاية من الكثير من الأمراض التي من الممكن أن يتعرض إليها الأطفال. وأضافت أن النوم المبكر له دور في تنشيط الذاكرة وزيادة القدرات العقلية، ما يساعدهم على تلقي المعلومات والاستذكار بشكل أفضل، كما أن النوم الصحي لطلبة