أكدت استشارية طب الأطفال العام والأمراض الصدرية للأطفال وأمراض النوم للأطفال والبالغين بمركز طب وبحوث النوم بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتورة رنيا الشمراني، على أهمية نوم الأطفال واليافعين مبكرًا ، إذ إن التمتع بإجازة الصيف لا يعني السهر الطويل وراء الأجهزة والألعاب الإلكترونية ، مبينة أن سهر " الصيف" من أكثر الإشكاليات التي تواجهها الأسر خلال الإجازة الصيفية لعدم وجود أي إرتباط بالاستيقاظ المبكر للتوجه إلى المدارس، ومؤكدة في الوقت نفسه أن السهر يقلل افراز هرمون نمو الاطفال . وأضافت أنه للأسف نجد أن العديد من الأطفال وبغياب متابعة الأسرة يعتقدون أن ساعات النوم التي يحصلون عليها بعد السهر والاستيقاظ في أوقات الظهيرة أو العصر هي فترة صحية للنوم ، وهذا الاعتقاد للأسف خاطئ جدًا لأن الجسم وخلال النوم المبكر يفرز هرمونات هامة جدًا للجسم ومنها هرمون النمو وهرمون الميلاتونين وغيرها من الهرمونات الضرورية لإيقاع الساعة البيولوجية. وقالت إن هرمون النمو يساهم في بناء عضلات وأنسجة الجسم ويعتمد على نمو الجسم بشكل عام، ويتم إفرازه من خلال الغدة النخامية في الدم، ويعتمد هرمون النمو على تعزيز مرحلة النمو لدى الأطفال والمراهقين ما قبل سن السادسة عشر، ويحافظ على التمثيل الغذائي، ويعمل علي تنظيم نسبة السكر بالدم ، كما أن الغدة النخامية تعمل على إفراز هرمون النمو لتحفيز الجسم وزيادة مراحل النمو لدى الأطفال، وهناك العديد من العوامل التي تزيد من مستوى هرمون النمو في الجسم، كالنوم المنتظم، والرياضة اليومية، وتناول الأطعمة الصحية الغنية بالعناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم، أما السهر فيعيق ذلك، ولكن من حكمة الله أن يعود هرمون النمو للعمل بشكل طبيعي عند الأطفال واليافعين في حال تجنب السهر. وتابعت أنا هرمون الميلاتونين فهو هرمون موجود بشكل طبيعي في الجسم، وينتج من الغدة الصنوبرية في الدماغ، ويلعب دورًا مهمًا في تنظيم دورة النوم لدى الإنسان، وهو يفرز ليلاً وتكون في أعلى مستوياتها في ساعات الليل المتأخرة (3 إلى 4 صباحًا)، أي نحو 3 ساعات بعد الدخول في النوم، ثم يبدأ في الانخفاض تدريجيًا استعدادًا للاستيقاظ، إذ يرتبط الارتفاع اليومي في إفراز الميلاتونين بانتظام أوقات النوم، ويصبح موعد إفراز هرمون الميلاتونين قبل ساعتين من موعد النوم المعتاد عليه، فوظيفة الميلاتونين الرئيسية في الجسم هي تنظيم دورات الليل والنهار أو دورات النوم والاستيقاظ، ويكون الظلام سببًا في إنتاج الجسم للمزيد من الميلاتونين، ما يشير إلى استعداد الجسم للنوم ورغبته فيه، وفي المقابل يقلل الضوء من إنتاج الميلاتونين وهذا يساعد الجسم للاستعداد للاستيقاظ.