استقبلت الأوساط الثقافية صدور كتاب: ( جدة وعبقرية المكان ) للباحث الدكتور محمد أنور نويلاتي بحفاوة واهتمام بالغيْن. وفي كتابه الصادر موخراً عن دار جداول في حدود 400 صفحة من المقاس المتوسط ،وضّح الدكتور النويلاتي أن المنهج الاكاديمي الذي اتبعه في دراسته المنشورة في هذا الكتاب : "جدة وعبقرية المكان " و بعنوانه الفرعي أيضاً : "صفحات من فرادتها الروحانية والثقافية " يقصد جدة هو على نسق المنهج الأكاديمي الذي اتبعه الجغرافي الأشهر جمال حمدان في كتابه الفريد جغرافيا (شخصية مصر). قدّم للكتاب الأستاذة الدكتورة آمال محمد الروبي رئيسة قسم آثار شبه الجزيرة العربية والتي دعت في مقدمتها جامعتي الملك عبدالعزيز بالمملكة وجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا ،للقيام بعمل مشترك في أنشطة البحث الميداني من خلال أقسام أبحاث تاريخ الجزيرة العربية في كلية الاثار، مشيدة بالحراك الثقافي الذي تشهده المملكة. يحتوي كتاب جدة وعبقرية المكان على مواضيع بحثية متعددة منها توضيح العلاقة بمنهج الكتاب تناول فيه عبقرية المكان. وقد وضّح د. النويلاتي أن استخدامه للمنهج والمصطلح في كتابه عن جده ،كان استخداماً للنسق وليس التطابق للفروق الهائلة بين دولة في حجم مصر وتاريخها الموثّق ومدينة جدة. يحتوي الكتاب في القسم الأول منه على مائة صفحة شملت الحديث عن فرادة جدة في موقعها ، عناصرها البشرية ، والمقارنة مع مصر في ضوء نسق المنهج الأكاديمي المتبع ثم أسطورة الإسكندر المقدوني " ذي القرنين " الذي نقلها الأنصاري عن المؤرخ أحمدالدينوري من كتاب "الأخبار الطوال" وإن كان ذلك المبرر العلمي ، اختلط بالخيال موخراً. ويستند الكتاب إلى وثائق وصور وخرائط تنشر لأول مرة، و احتوى الكتاب على صور تاريخية عديدة و خرائط توضح قدم المكان وآثاره في منذ العصور البشرية الأولى والذي توالت عليه العديد من الحضارات قبل وبعد ظهور الإسلام . ويقدم الكتاب والذي يعتبر من الكتب القليلة التي أخذت بالمنهج الأكاديمي الدقيق ،دراسة متعمِّقة لثلاث مراحل تاريخية شهدتها جدة ،وهي باختصارعصور ما قبل التاريخ ، والعصور التاريخية ،ومناقشة ما وصلت اليه الحفريات وجهود الآثاريين،والأحداث الدامية في منتصف القرن التاسع عشر، وتحليل أسبابها العميقة ،وانتصار جدة على القوى الاستعمارية ، والحياة الثقافية والروحانية في القرن التاسع عشر . الكتاب يقدم فرضيات ويطرح أسئلة للباحثين ويدعو إلى إعلاء راية العلم في ضوءالمنهج الأكاديمي الدقيق.