قال مسؤول امريكي ان الولاياتالمتحدة ستحث روسيا على ضمان حرية الملاحة في موانئ جورجيا . واضاف ماثيو بريزا في مقابلة مع رويترز انه يجب على موسكو ان تنهي دورها لحفظ السلام في القوقاز بعد ان إنحازت إلي الانفصاليين في اقليمي اوسيتيا الجنوبية وابخازيا . على صعيد المحاولات لوقف اطلاق النار قال الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي انه سيحتاج إلي " القاء نظرة أكثر إمعانا " على إقتراح لوقف طلاق النار مع روسيا تدعمه الولاياتالمتحدة قبل ان يوقعه . وقال ساكاشفيلي " ما زلنا في عملية التفاوض ...الروس يحاولون تبرير غزوهم وإضفاء الشرعية على وجودهم في جورجيا " . " بدون قوات دولية حقيقية لحفظ السلام وبدون شفافية دولية حقيقية فإن هؤلاء الناس سيثيرون المزيد من المشاكل لنا ولباقي اوروبا .اعتقد اننا ينبغي ان نلقي نظرة أكثر إمعانا عليه . من جهة اخرى بدأت أصوات الاستياء ترتفع ضد الرئيس ميخائيل ساكاشفيلي لانه قاد تفليس الى حرب ما كان يمكنها ان تفوز فيها على الاطلاق . جاء ساكاشفيلي الى السلطة في عام 2003 بوعد باعادة توحيد البلاد من خلال السيطرة على اقليمي اوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الانفصاليين وقيادة جورجيا نحو الانضمام الى عضوية حلف شمال الاطلسي . وتخلص الاقليمان الانفصاليان من حكم جورجيا في حربين في اوائل التسعينات وأعلنا الاستقلال .ولم تعترف بهما أي دولة وان كانت روسيا قدمت لهما الدعم السياسي والمالي . لكن يوجد احساس متزايد في تفليس بأن ساكاشفيلي الذي ارسل قواته لاستعادة تسخينفالي عاصمة اوسيتيا الجنوبية بالقوة في الاسبوع الماضي أقدم على مغامرة عندما راهن على ان يتدخل الحلفاء الغربيون لوقف الهجوم المضاد الروسي . وتعرض ساكاشفيلي لخسائر فادحة وبسبب جهود بلاده للانضمام الى عضوية حلف شمال الاطلسي فانه يبدو معزولا أكثر من أي وقت مضى . والمعارضة السياسية التي وجهت انتقادات شديدة الى ساكاشفيلي بسبب الحملة القاسية التي شنها على المحتجين بعد الانتخابات كانت عازفة عن توجيه انتقادات الى القيادة أثناء الحرب ..لكن البعض تخلى عن هذا الموقف الان .وقال ديفيد اوسوباشفيلي زعيم الحزب الجمهوري المعارض " التأييد للرئيس ساكاشفيلي الان مسألة مبدأ بالنسبة لغالبية مواطني جورجيا ونحن نواجه عدوانا عسكريا من روسيا " . وأضاف " لكن عندما ينتهي هذا الكابوس وهذه المأساة فان كثيرين من هؤلاء الاشخاص سيبدأون ...في توجيه أسئلة .الناس يدركون ان ساكاشفيلي ارتكب خطأ لانه لم يفكر في العواقب " . ونزل عشرات الالوف الى شوارع تفليس للتنديد " بالعدوان الروسي " ضد البلد الواقع في القوقاز الذي يبلغ تعداد سكانه 4٫5 مليون نسمة وكان جمهورية سوفيتية سابقا . وهللت الجماهير لساكاشفيلي لكن الرئيس كان يبدو منهكا وبدت آثار ضغوط الاسبوع الماضي واضحة على وجهه . ويقول محللون ان الرجل الذي أطاح بالزعيم الجورجي السابق ادوارد شيفارنادزه في " الثورة الوردية " عام 2003 بوعد بتحقيق الاصلاح والرفاهية يواجه خطر فقدان ثقة الناخبين الذين أتوا به الى منصبه بعد حملة عسكرية كارثية . وقال فاسيلي تشيداج وهو لاجيء جورجي فر من قرية نيكوزي على الحدود الفعلية مع اوسيتيا الجنوبية مع القوات الجورجية في مطلع الاسبوع " لقد كان القرار قراره " . وقال لرويترز " كان من الافضل عدم بدء هذه الحرب في المقام الاول والسعي الى حل سياسي ." وأضاف " عدد كبير من الشبان قتلوا الان .فأين العقل في هذا؟ " وقال اركيل جيجيشيدج وهو محلل بالمؤسسة الجورجية للدراسات الدولية والامنية " انه فخ تم الاعداد له جيدا وتم استدراجنا اليه " . لكن بعض الخبراء يقولون انه مع انقسام المعارضة فان ساكاشفيلي سيبقى القوة المهيمنة في الساحة السياسية في جورجيا الى ان يظهر منافس محلي قوي في دولة أصبحت ضعيفة . وقال جيجيشيدج ان المجتمع الجورجي متحد في الوقت الراهن ضد عدو مشترك هو روسيا .وأضاف " لكن المستقبل السياسي ( لساكاشفيلي ) يتوقف على مدى ضغوط الغرب على روسيا " للتخلي عن المكاسب التي حققتها في ميدان المعركة . وفر مئات وربما الاف اللاجئين من قرى جورجية داخل اوسيتيا الجنوبية وشروط السلام ستمليها على الارجح روسيا التي تسيطر بقوة على كل من أبخازيا واوسيتيا الجنوبية . وقال كيتيفان دوليدج وهو مدرس عمره 50 عاما " كان يتعين على ساكاشفيلي ان يمتنع عن استخدام القوة ." وأضاف " لن يكون من السهل اخراج الروس من هنا .كان يتعين عليه ان يفكر في ذلك " .