يترقب الشارع السياسي السوداني عقد اجتماع للقوى السياسية في العاصمة الإثيوبية، لبحث سبل وقف الحرب؛ حيث تعقد القوى السياسية المدنية الموقعة على الاتفاق السياسي الإطاري اليوم (الاثنين) اجتماعًا في أديس أبابا لبحث سبل إنهاء الحرب، والحث على ضرورة الاستجابة الإنسانية. وكشف القيادي بقوى الحرية والتغيير المجلس المركزي طه عثمان، أنهم يحتاجون إلى عملية سياسية تضم كل القوى السياسية والمدنية والحركات المسلحة؛ للوصول لحل يضمن بناء جيش مهني وقومي بقيادة موحدة من القوات المسلحة والدعم السريع وحركات الكفاح المسلح، فيما أعلن المستشار السياسي لقوات الدعم السريع يوسف عزت، أنهم مستعدون للحوار الذي يقود إلى تغيير قيادة الجيش؛ بهدف تكوين جيش جديد، تدمج فيه جميع الجيوش، بما فيها الدعم السريع، شريطة عدم السيطرة عليه من قبل جهة أو أيدلوجيا بعينها. وعلى الأرض، هاجم طيران الجيش السوداني أهدافًا عسكرية تابعة لعناصر قوات الدعم السريع بمنطقة الباقير وبعض المناطق القريبة من منطقة سوبا الواقعة جنوبي العاصمة السودانية الخرطوم؛ حيث تنتشر مجموعات من الدعم السريع ناحية مدخل العاصمة الشرقي للخرطوم منذ اندلاع الحرب، وشهدت بعض أحياء مدينة أم درمان حركة متقطعة للطيران الحربي المقاتل التابع لسلاح الجو السوداني، وتعاملت معه المضادات الجوية التابعة للدعم السريع بالتصدي لحركته. أما في أم درمان، فقد دوت انفجارات عنيفة ناجمة عن عمليات القصف المدفعي في المناطق الوسطى المحيطة بأحياء أم درمان القديمة. وفي استمرار للتوتر المشتعل في دارفور غرب السودان، اتسعت دائرة الاشتباكات بمدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور، بين قوات الجيش والدعم السريع. وشملت المواجهات خمسة أحياء شمال وجنوبالمدينة، استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والخفيفة، ما أدى إلى مقتل 13 مدنيًا وجرح العشرات. وأجبرت القذائف المتساقطة المواطنون على النزوح والخروج من المنازل إلى مناطق أكثر هدوءًا. وأكد عدد من المواطنين في فيديوهات نشرتها شبكة دارفور لحقوق الإنسان على حسابها في تويتر، أنهم أجبروا على الفرار. والوضع ليس بأحسن في شمال دارفور، فقد أشار أحد سكان مدينة طويلة إلى أن القتال مستمر منذ يوم الجمعة الماضي، مؤكدًا أنه فر من بيته وأضاع أولاده، وهو لا يزال لا يعلم مكان تواجدهم. كما لفت إلى أن الفارين يعانون أوضاعًا مزرية، حيث المساعدات الغذائية شحيحة وغير كافية. يشار إلى أنه منذ اندلاع القتال بين القوتين العسكريتين الكبيرتين في البلاد منتصف أبريل الماضي، تصاعدت المخاوف من انزلاق إقليم دارفور في أتون حرب أهلية وقبلية مريرة، لا سيما أن المنطقة تحفل بذكريات أليمة، حيث يزخر هذا الإقليم الشاسع الذي تسكنه قبائل عدة عربية وإفريقية، والمشهور بالزراعة، وتعادل مساحته مساحة فرنسا تقريبًا، بذكريات أليمة من الحرب الأهلية الطاحنة التي امتدت سنوات، مخلفة آلاف القتلى، فضلًا عن مجازر كبرى بين القبائل، قبل عقدين من الزمن.