على وقع غياب الحلول السياسية وتجميد المفاوضات، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني والدعم السريع لليوم الثالث على التوالي في مدن الخرطوم الثلاث: أم درمانوالخرطوم والخرطوم بحري، فيما جددت القوات المسلحة السودانية دعوتها للشباب للتطوع في صفوفها لقتال «المتمردين». وشهدت مناطق جنوبالخرطوم اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة مع تحليق مكثف للطيران وسماع أصوات المضادات الأرضية. وأفادت مصادر سودانية وشهود عيان بأن مواجهات تدور بين الطرفين في محيط الإذاعة والتلفزيون بحي الملازمين وفي أحياء ود نوباوي والعمدة والمسالمة بمنطقة أم درمان القديمة. كما جرت اشتباكات في محيط مقر الاحتياطي المركزي في حي الثورة بأم درمان. وذكرت المصادر أن معارك عنيفة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة تدور بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حول المنطقة الصناعية وحي زقلونا وسط أم درمان. وتحدث شهود عيان أن قوات الجيش تواصل تمشيط مدينة أم درمان مستخدمة الأسلحة الثقيلة والخفيفة، مع إشراك القوات الخاصة لإخراج أفراد الدعم السريع من داخل منازل المواطنين. وتصاعدت وتيرة المعارك في أم درمان منذ (الأحد) بعد إعلان الجيش دفعه بقواته الخاصة لتطويق ما سماه التمرد هناك. وتشهد مدن الخرطوم الثلاث منذ أسبوع اشتباكات بين الجيش والدعم السريع هي الأعنف منذ اندلاع الحرب بين الطرفين بغرض السيطرة على المواقع الإستراتيجية في العاصمة. وكانت القوات المسلحة السودانية دعت، أمس (الإثنين)، الشباب وكل من يستطيع حمل السلاح إلى مشاركة القوات المسلحة شرف الدفاع عن كيان الأمة السودانية وكرامتها. وأضافت في بيان أنه تم توجيه قيادات الفرق والمناطق العسكرية باستقبال المقاتلين وتجهيزهم. ونشرت الصفحة الرسمية للقوات المسلحة السودانية على فيسبوك مقطع فيديو قالت إنه لمئات من المتطوعين للالتحاق بالجيش في حربه ضد قوات المتمردين. وفي 27 يونيو الماضي، طلب قائد الجيش عبدالفتاح البرهان خلال خطاب بمناسبة عيد الأضحى من الشباب السوداني الانضمام للوحدات العسكرية لنيل شرف الدفاع عن بقاء الدولة السودانية التي تداعت عليها المؤامرات داخلياً وخارجياً. في غضون ذلك، التقى الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بالسودان فولكر بيرتس، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، ومفوض الشؤون السياسية والسلام والأمن بالاتحاد الأفريقي بانكول أدوي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وقالت بعثة الأممالمتحدة لدعم الانتقال بالسودان إن الاجتماع تبادل وجهات النظر لبحث جهود التوصل إلى حل سلمي في السودان. وسبق أن طلب السودان من الأمين العام للأمم المتحدة سحب ممثله الخاص فولكر بيرتس.