تتسم السياسة الخارجية السعودية بمبادئ راسخة في علاقاتها مع دول العالم، ومشهود لها باتزان المواقف القائمة على الاحترام المتبادل، ووضوح الهدف في تعزيز المصالح ودعم الحل السياسي، ويتجسد ذلك عبر علاقاتها ودورها الإنساني الرائد على كافة الأصعدة، وإيمانها العميق بأن السلام العالمي هدف يستوجب تعاونا دوليا. لعل المثل الأبرز الحاضر بقوة على الساحة الدولية منذ عام، هو الأزمة الأوكرانية الروسية، التي تلقي بتحديات خطيرة على استقرار السلم الدولي والاقتصاد العالمي الذي لا يزال يتحمل فاتورة باهظة. لذا جاء تأكيد المملكة مجدداً دعمها لجميع جهود حل الأزمة سياسياً، واستمرار جهودها في تخفيف الآثار الإنسانية، تنفيذاً لما سبق وأعلنت عنه خلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز بالرئيس الأوكراني زيلينسكي، حيث تم أمس في كييف التوقيع على اتفاقية ومذكرة تفاهم بقيمة تنحو 400 مليون دولار، مساعدات إنسانية وتمويل لمشتقات نفطية لأوكرانيا. هذا الموقف يؤكد حرص المملكة على دعم أوكرانيا وشعبها الصديق في مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية والإسهام في تخفيف الآثار الإنسانية الناجمة عنها، امتداداً للنهج الإنساني الناصع والمواقف الكبيرة للسياسة السعودية الحكيمة.