لو كان هذا الذي حدث لم يكن في جدة في القاهرة مثلاً ولا أقول في بريطانيا أو فرنسا هل كان يجرؤ قائد الفرقة الموسيقية أن يتوقف عن تكملة العمل لا ان يظهر على المسرح ويقول إنهم توقفوا لان متعهد الحفل لم يعطهم ما اتفقوا عليه والقصة المتداخلة التي سمعتموها وقرأتموها بذلك التشابك في الاتهامات وتفنيدها من كل جهة حسب رؤيتها، لكن الذي لابد ان نتوقف امامه هو هل يجرؤ قائد الفرقة الموسيقية من الظهور امام الجمهور في مصر ويعلن عدم تكملة الحفل؟ لا اعتقد انه سوف يقدم على ذلك وإلا لتلقى ابسط الاشياء ذلك التصفير المعبر عن الغضب والاستهجان إن لم يتطور ذلك الى أكبر من ذلك كردة فعل لاناس دفعوا قيمة تذاكرهم، فهم لا يهمهم أي اسباب أخرى تكون خلف ذلك الذي حدث. ان الذي يظهر لي ان ما قامت به الفرقة "الموسيقية" هو نوع من "البلطجة" وعدم احترام للجمهور الذي حاول اخونا الفنان محمد عبده ارضاءه بوعده بتقديم حفلة "العيد" بأثمان زهيدة. إن ما حدث ذلك كله كما يقول الاستاذ سعود سالم كان خلفه فعل فاعل لم يرتاح لهذا العمل فعمل عملته تلك وإلا كل ما حصل ما كان ليحصل لولا تلك الايادي الخفية ويبدو انها أيادٍ لها تأثيرها القوي على "فناننا". لقد كنا ملتزمين بدفع كل حقوق العازفين هذا ما قاله سعود وهذه صور الاستلام وهذا الدليل، لقد كان المؤمل والمفروض من واحد كالفنان محمد عبده كابن لمدينة جدة ان يحاول نجاح هذا الحفل حتى لو كان هناك اخطاء لا أن يفتعل هو الاخطاء، لقد سمعت احد الحضور يقول لماذا محمد عبده فعل ذلك وترك الفرقة الموسيقية تتخذ ذلك القرار الفج وعلى طريقة لوي الذراع كان في امكانه ان يجبرهم بما له من سطوة عليهم بتكملة الحفل ولو اعتذروا عن ذلك كان في امكانه ان يتم الحفل على عوده فقط لو فعل ذلك لكسب ما لا يتصور من حماس الجمهور ولاثبت انه ابن "جدة" رحم الله الفنان الكبير طلال مداح الذي كان يعزف على عوده لوحده اذا ماشعر بأن الفرقة ليست في "المود" كما يقال. إنني حزين على ما حدث من "شوشرة" ما كان لها أي داعٍ ابداً ولكن سامح الله فناننا الكبير محمد عبده الذي أثرت عليه تلك اليد الخفية ليتخذ ذلك المأخذ الغريب عليه. انظروا الى حفلة الفنان الشعبي المحبوب رابح صقر بذلك الحضور الرائع لقد كان فناناً يعرف مدى تأثير الفنان على جمهوره الذي عاش معه احسن وأفضل الساعات. لكن سامحه الله.