تجدد الاحتجاجات في عدد من الجامعات في العاصمة طهران، أمس (السبت)، إذ هتف المحتجون ضد القمع مرددين "صاحب اليد المشلولة -في إشارة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي- قاتل ضحايا هجوم شيراز، مضيفين: "الموت للديكتاتور"، بينما عمدت القوات الأمنية إلى محاصرة الطلاب، فقد أظهرت مقاطع مصورة نشرها ناشطون عناصر الباسيج يهاجمون طلاب جامعة العلوم البحثية في طهران، كما حاصر الأمن جامعة "سوهانك"، ما دفع الطلاب المعتصمين إلى دعوة المواطنين والأهالي للحضور وكسر الحصار. ولم يختلف الحال في مدينة مشهد، حيث هاجمت قوات من الباسيج وعناصر أمنية بزي مدني طلاب جامعة فردوسي التي تشهد احتجاجات طلابية مناهضة للنظام. فيما أطلقت قوات الأمن النار على سكن قريب لطلاب جامعة كردستان للعلوم الطبية، وفقا لمنظمة "هنكاو" الحقوقية، كما أطلقت الرصاص باتّجاه عشرات الأشخاص الذين تجمّعوا خارج مستشفى كوثر في مدينة سنندج بمناسبة مرور 40 يوماً على مقتل المتظاهر محسن محمدي في ديواندره. ومع دخول الاحتجاجات أسبوعها السابع، توعدت السلطات الإيرانية المتظاهرين، إذ هدد قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، أمس، المحتجين إذا خرجوا في التظاهرات، ملوحاً بأن اليوم هو الأخير للفوضى، ما يشير إلى نية الملالي مواصلة القمع وقتل المحتجين، وهو ما أكده قائد شرطة طهران، حسين رحيمي، الذي هدد بالتصدي للحراك، واصفا المتظاهرين بمثيري الشغب، زاعما أن العقوبات الأميركية التي فرضت عليه، وعلى شخصيات عسكرية أخرى في إيران، مؤخراً، بسبب الدور الذي لعبوه في قمع التظاهرات، لن تؤثر على نشاط الشرطة. ولوحت السلطات الأمنية الإيرانية كثيرا بإجراءات عنيفة لقمع من وصفتهم بالمشاغبين، في إشارة إلى المتظاهرين الذين نزلوا إلى الشوارع وما زالوا منذ منتصف الشهر الماضي، إثر وفاة الشابة مهسا أميني، بعد اعتقالها من قبل الشرطة الدينية. وذهبت السلطات الإيرانية إلى أبعد من ذلك عندما أعلن القضاء عقد أول جلسة لمحاكمة عدد من المتظاهرين الموقوفين بتهمة إثارة "أعمال شغب"، وفقا لوسائل إعلام محلية. وفي وقت سابق هذا الشهر، أعلن وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي أن الأجهزة اعتقلت المئات ممن وصفهم ب"مثيري الشغب" وسلمتهم للقضاء، فيما دعا رئيس السلطة القضائية، غلام حسين ايجئي، إلى التعامل بقوة مع التظاهرات الشعبية. من جهة ثانية، تلاحق الاتهامات مسؤولا بالحرس الثوري لتدبيره هجوم مدينة شيراز، حيث لا تزال الشكوك تحيط بالرواية الرسمية الإيرانية حول الهجوم الدامي الذي استهدف مزاراً في المدينة قبل أيام. ووجهت جهات إيرانية عدة أصابع الاتهام لمسؤول سابق في الحرس الثوري بتدبير الهجوم، ملمحة إلى احتمال تورط رئيس استخبارات الحرس الثوري الإيراني السابق ورجل الدين حسين طائب. إلى ذلك، تنهال الاتهامات الدولية تنهال على إيران بتزويد روسيا بطائرات مسيرة في شن هجمات على أوكرانيا رغم نفي الكرملين الأمر تماماً. وكشف وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، أنه طالب نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، بوقف إرسال أسلحة إلى روسيا. وأضاف أنه طلب من إيران إثر مكالمة هاتفية مع عبداللهيان، أن توقف على الفور تدفق الأسلحة إلى روسيا، التي تُستخدم لقتل المدنيين وتدمير البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا.