ارتفع عدد قتلى احتجاجات إيران التي اندلعت على خلفية رفع أسعار البنزين، إلى 12 شخصا واصابة العشرات برصاص قوات الأمن وقوات الباسيج ، في حصيلة أولية للسبت الدامي أمس وسقوط عدد من المتظاهرين في مدينة المحمرة جنوب إقليم الأهواز بينهم طفل وقتيل سادس في شيراز، وسابع في أصفهان وقتيل في بهبهان وقتيل تاسع في كرج، وقام محتجون بحرق صور المرشد في إسلام شهر جنوبطهران، بالاضافة إلى قيامهم بحرق مركز للأمن ومحطة للوقود فيما تواصل الأجهزة الأمنية والاستخبارية بث رسائل نصية في مختلف المحافظات تحذرهم من الانضمام إلى الاحتجاجات ، لكن أعداد المواطنين تتزايد في مظاهرات ومسيرات احتجاجية مناهضة للنظام في معظم المحافظاتالإيرانية، بينما اشتبك متظاهرون مع قوات الأمن التي انتشرت بكثافة لقمع التظاهرات واستخدمت العنف، بحسب النشطاء وكما تظهر المقاطع التي ينشرونها عبر مواقع التواصل. وفي العاصمة طهران، تعالت أصوات المتظاهرين تحت الثلج، بهتاف “الموت للدكتاتور”، مطالبين برحيل المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي لم تخلو من شعارات ترفع لأول مرة مطالبة بإسقاط النظام وتظهر المقاطع أن المتظاهرين في شارع شريعتي وسط العاصمة طهران، يطالبون المواطنين بالانضمام الى المسيرات حتى اسقاط النظام. ويظهر أحد المقاطع هجوم قوات الأمن على المتظاهرين في تبريز، مركز محافظة أذربيجانالشرقية، وسط هتافات الناس تصف عناصر الأمن ب “عديمي الشرف”. وانتقد اثنان من المراجع الدينية في إيران وهما صافي كلبايكاني وعلوي جرجاني رفع أسعار البنزين وطالبا بإلغاء القرار وعدم ممارسة المزيد من الضغوط الاقتصادية على المواطنين. وتفيد أنباء أخرى بأن متظاهرين في ميناء ديلم المطل على الخليج العربي قاموا بقطع الطريق بين محافظتي الأهواز وبوشهر. وبث ناشطون مقاطع تظهر المتظاهرين في شيراز وهم يهتفون: “المدفع والدبابة وكل الأسلحة لم تعد تخيفنا”. بدورها كتبت النائبة الإصلاحية في البرلمان الإيراني عن العاصمة طهران، براونه سلحشوري، أن “القرار تم اتخاذه من قبل المجلس الاقتصادي الأعلى ورؤساء السلطات الثلاث في تجاهل تام للبرلمان”، وطالبت الناخبين بإلقاء اللوم على البرلمان لأنه لا يمتلك قراره، حسب تعبيرها. وبدأت الاحتجاجات، الجمعة، مع وقوع اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن في ثلاث مدن على الأقل وهي مشهد والأهواز وسيرجان التي شهدت سقوط قتيل. وذكرت وكالة “فارس” المقربة من الحرس الثوري الإيراني أن الاحتجاجات في إقليم الأهواز الغني بالنفط ومدينة سيرجان في محافظة كرمان جنوب البلاد كانت الأكثر حدة. ولجأت السلطات الإيرانية إلى قطع خدمات الإنترنت عن مدن عدة، في محاولة لمنع التواصل بين المتظاهرين، ومنع بث مشاهد قمع المحتجين. وأفادت صحيفة "عصر إيران" الإلكترونية، أن "خدمة الإنترنت عبر الهاتف النقال تعطلت في العديد من مدن محافظة خراسان الرضوية، وتحديدًا عاصمتها مدينة مشهد منذ الليلة الماضية. كما شهدت مدينة "قم"، وسط إيران ومعقل المرجعيات، انقطاعََا لخدمة الإنترنت، للمنازل والشركات والمؤسسات والتي تُعرف بإنترنت "ADSL"، بعد دعوات انطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي للخروج بمسيرات احتجاج ضد الحكومة. كما عانت محافظتي كرمنشاه وكرمان من انقطاع لعدة ساعات، للمنازل وكذلك الهواتف المحمولة، فيما لا تزال الخدمة منقطعة في بعض مناطق محافظة كرمان، جنوبإيران. ورغم أن السلطات الإيرانية تحجب مواقع التواصل الاجتماعي منذ عام 2009 على خلفية الاحتجاجات التي قادتها المعارضة الإصلاحية، إلا أن الكثير من الإيرانيين يستخدمون برامج لتجاوز الحجب للوصول إلى تلك الشبكات. وتطورت الاحتجاجات من وقفات في معظم المحافظات إلى تظاهرات مناهضة للنظام اشتبك فيها المتظاهرون مع قوات الأمن التي انتشرت بكثافة واستخدمت العنف والقتل بدم بارد.