حذر قائد الحرس الثوري الإرهابي الإيراني حسين سلامي المتظاهرين من أن يوم السبت سيكون آخر يوم يخرجون فيه إلى الشوارع. وقال: "لا تخرجوا إلى الشوارع! اليوم هو آخر أيام الشغب". وتشهد إيران احتجاجات منذ وفاة الشابة الكردية مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاما أثناء احتجاز شرطة الأخلاق لها الشهر الماضي. وتحولت الاحتجاجات إلى ثورة شعبية شارك بها إيرانيون غاضبون من جميع طبقات المجتمع، مما شكل أحد أكثر التحديات جرأة للملالي منذ ثورة 1979. وقالت جماعات حقوقية إن ما لا يقل عن 250 متظاهرا قُتلوا واُعتقل الآلاف في أنحاء إيران. وأظهرت لقطات مصورة تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي "الجمعة" محتجين يهتفون بموت الزعيم علي خامنئي وقوات الباسيج التي لعبت دورا كبيرا في قمع المحتجين. كما استهدفت قوات الأمن الإيرانية مستشفى وسكنا للطلاب، وفق ما أفادت مجموعة حقوقية السبت، تزامنا مع دخول الحركة الاحتجاجية التي أثارتها وفاة مهسا أميني أسبوعها السابع. وحاولت القوى الأمنية جاهدة السيطرة على الاحتجاجات التي قادتها النساء وتحوّلت إلى حملة أوسع لإسقاط نظام ولاية الفقيه التي تأسست عام 1979. وخلال مراسم أقيمت لمناسبة مرور 40 يوما السبت على مقتل متظاهر في مدينة ديواندره (غرب)، هتف المحتجون "الموت للديكتاتور"، وهو شعار يستهدف خامنئي. تفيد مجموعات حقوقية بأن شرطة مكافحة الشغب قتلت محسن محمدي (28 عاما) بإطلاق النار عليه خلال تظاهرات في ديواندره في 19 سبتمبر، وتوفي في اليوم التالي في مستشفى كوثر في مدينة سنندج (غرب). وأفادت منظمة "هنكاو" الحقوقية بأن قوات الأمن أطلقت النار باتّجاه عشرات الأشخاص الذين تجمّعوا خارج المستشفى نفسه في وقت متأخر الجمعة من أجل حماية متظاهر آخر أصيب بجروح. وقالت المنظمة التي تتخذ من النرويج مقرا "أطلقت قوى القمع النار على أشخاص تجمّعوا أمام مستشفى كوثر في سنندج للدفاع عن أشكان مروتي". وأضافت أن "هذه القوات أرادت إلقاء القبض على أشكان مروتي بينما كان مصابا"، قبل أن تنشر على تويتر صورة قالت إنها له وهو على نقالة وبجانبه أحد المسعفين. استئناف تظاهرات الطلاب وبعد وقت قصير، ذكرت "هنكاو" أن قوات الأمن "أطلقت النار على سكن قريب لطلاب" جامعة كردستان للعلوم الطبية. وفي تسجيل مصوّر شوهدت قوات الأمن لدى وصولها على متن عشر دراجات نارية قبل إطلاق النار باتّجاه مبنى السكن الطلابي. وفي تسجيل آخر يظهر عناصر الأمن وهم يطلقون الغاز المسيل في وقت متأخر الجمعة داخل مجمع سكني في حي شيتغار في طهران حيث نُظّمت تظاهرة حاشدة في الليلة السابقة. استأنف الطلاب احتجاجاتهم "السبت" في جامعات في العاصمة طهران وكرمان في جنوبإيران وفي مدينة كارمانشاه وغيرها، بحسب تسجيلات مصوّرة تمّت مشاركتها على نطاق واسع. وقالت "هنكاو": إن طالبات كن يهتفن في أحد شوارع كارمانشاه خلال الصباح تعرّضن لإطلاق نار من قوات الأمن، ما أدى إلى إصابة عدد منهن بجروح، مشيرة إلى أن اثنتين منهن جروحهن خطيرة. وتواصلت الاحتجاجات رغم الحملة الأمنية التي ذكرت منظمة حقوق الإنسان في إيران (مقرها أوسلو) الجمعة بأنها أسفرت عن مقتل 160 متظاهرا على الأقل، بينهم أكثر من 20 طفلا. ولقي 93 شخصا على الأقل حتفهم في تظاهرات منفصلة اندلعت في 30 سبتمبر في مدينة زاهدان (جنوب شرق) على خلفية التقارير التي أفادت عن تعرّض فتاة للاغتصاب من قبل مسؤول في الشرطة، بحسب المنظمة الحقوقية. وذكرت "وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان" (هرانا) التي تتخذ من الولاياتالمتحدة مقرّا بأنه تم إطلاق النار من بنادق آلية على مصلين في زاهدان لدى انتهائهم من أداء صلاة الجمعة. وقتل 20 عنصر أمن خلال التظاهرات المرتبطة بوفاة أميني بينما قتل ثمانية غيرهم على الأقل في زاهدان، بحسب حصيلة أعدتها فرانس برس بناء على تقارير رسمية. مؤامرة وطالبت منظمة حقوق الإنسان في إيران بتكثيف "الضغط الدبلوماسي" على إيران، بينما حذّر مديرها محمود أميري - مقدّم من "خطر جدّي لعمليات القتل الجماعي للمتظاهرين التي تعد الأممالمتحدة ملزمة بمنعها". وتنّظم آخر التظاهرات المرتبطة بوفاة أميني في تحد للتحذيرات الصادرة عن خامنئي والرئيس المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي. وسعى كلاهما لربط التظاهرات بعملية إطلاق نار واسعة الأربعاء وقعت في مرقد ديني في شيراز (جنوب) وأودت بحياة 15 شخصا وفق الإعلام الرسمي. لكن لا تدل على مؤشرات إلى احتمال تراجع حدة الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة أميني في 16 سبتمبر وأججها الغضب الشعبي حيال الحملة الأمنية التي أودت بالعديد من الشابات والفتيات الأخريات.