تسعى مليشيات حزب الله وأعوانها وموكلوها للانقلاب على "اتفاق الطائف" لترك فراغ كبير في لبنان، ما دفع محللين سياسيين للتحذير من خطورة هذه الخطوة التي تطبخ بين مؤيدي الفوضى مع قرب انتهاء فترة رئاسة ميشال عون لا فتين إلى أن الاتفاق خط أحمر لاستقرار لبنان وعروبته. وقال السياسي اللبناني نضال السبع، إن البلاد تتجه إلى فراغ رئاسي مع وجود أطراف تعمل على إفشال تشكيل الحكومة لخلق حالة قلق يدفع إلى حدوث تداعيات أمنية، بينما أكد النائب السابق فارس سعيد أن اتفاق الطائف ينظم العلاقات اللبنانية – اللبنانية، مرتكزا على تسوية تاريخية بين جميع الأطراف والمكونات، مشيرا لى أن الاتفاق حجر الزاوية والأساس لكل قرارات الشرعية الدولية التي صدرت بحق لبنان وأن المساس به كما يريد حزب الله ومن خلفه إيران لن يكون فقط نهاية لبنان وعروبته، إنما أيضا المساس بالقرارات الدولية، معتبرا أن استبداله بتفاهمات جانبية بين حزب الله وأطراف أخرى أمر مرفوض. وتابع: "الالتفاف على اتفاق الطائف يحدث خللا في التوازن الداخلي وسيدخل لبنان في المجهول". ولفت سعيد إلى أن لبنان لا يمكن أن يحكم على قاعدة موازين القوى متنقلة إنما عبر قوة التوازن، وهذا مانص عليه اتفاق الطائف. في السياق ذاته، قال الوزير اللبناني السابق معين مرعبي، إن تطبيق اتفاق الطائف يعني استقرار لبنان وخروجه من سيطرة إيران، مؤكدا أن الاتفاق أرسى الاستقرار والسلام والتطور والعمران في لبنان، وللمملكة وقيادتها الحكيمة الفضل في ذلك، مفيدا أن حزب الله يحاول من خلال تفاهمات مع طهران للانقلاب على "اتفاق الطائف"، فحزب الله يرتهن للآخرين ولا يتصرف بشكل وطني ما يؤدي إلى انفراط العقد الوطني بين مكونات الشعب اللبناني. ومضى قائلا: "حال تم تطبيق اتفاق الطائف بشكل كامل سيزدهر لبنان ولن يتدهور أو ينهار، فالاتفاق ينص على تولى القوات المسلحة اللبنانية فقط الأمن وفرض السلطة على كافة الشعب وليس للمليشيات نفوذ على الأرض". السياسي اللبناني نوفل ضو، أكد أنه يجب الحفاظ على هوية لبنان العربية التي تريد إيران ووكلائها طمسها، فاستقرار لبنان ووقف العبث فيه مهم من خلال إيجاد أرضية لبنانية قادرة على إعادة المطالبة بشكل حازم بتنفيذ اتفاق الطائف. وأضاف: "الاتفاق مؤلف من شقين، الأول الأمور الإصلاحية، والثاني يتعلق بالأمور السيادية وبسط سلطة الدولة، وكان الغطاء الأساس له هو الرعاية العربية والدولية له"، مشيرا إلى أن المليشيات غير الحادبة على مصلحة لبنان ظلت تهاجم الاتفاق لفرض أمر واقع ليس له علاقة بمضمون الاتفاق، مضيفا: "من هنا بدأ افراغ اتفاق الطائف من محتواه لمنع لبنان من استعادة سيادته من خلال محاولات زرع المشاكل الداخلية وتقوية حزب الله وتمدده في الحياة السياسية". ويرى ضو أن حزب الله يريد فرض السلاح والوصاية الإيرانية على المكون السياسي والاجتماعي للدولة اللبنانية، موضحا أن لبنان أمام وضع صعب في ظل دعم جهات خارجية للطموحات الإيرانية في بيروت معتبرا أن استقرار لبنان يكون بعودته إلى الحضن العربي.