في إطار استراتيجية المملكة للتطور التقني، وتحت شعار "الذكاء الاصطناعي لخير البشرية"، تشهد الرياض خلال أيام، أكبر حدث دولي، وذلك في أعمال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي بنسختها الثانية التي تنظمها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" تحت رعاية سمو ولي العهد رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، ويشارك فيها نخبة من صانعي السياسات ورؤساء شركات التقنية والاتصالات والاستثمار في العالم. أصبحت البيانات والذكاء الاصطناعي من الأولويات التي تتسابق عليها دول العالم من خلال وضع إستراتيجيات وطنية للذكاء الاصطناعي والاستفادة من تقنياته في تطوير القطاعات العامة والخاصة في كل بلد والعمل على رفع مستوى الاقتصاد الوطني والعالم عبر جهود مشتركة من كل دولة وعملها على تعزيز هذا المجال بروافد الابتكار والمعرفة حيث من المتوقع أن يعزز الذكاء الاصطناعي الناتج المحلي الإجمالي العالمي (GDP) بنسبة 14 % بحلول عام 2030 أي ما يقارب من 15 تريليون دولار. وتؤكد القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الثانية خلال (13 – 15) سبتمبر الحالي، النجاح الذي حققته "سدايا" في تنظيم القمة الأولى قبل عامين في وقت توقفت فيه عجلة الحياة في العالم بسبب جائحة كورونا. وتسعى المملكة إلى تحقيق الريادة الدولية لتصبح ضمن الاقتصادات القائمة على البيانات والذكاء الاصطناعي، هذا الملف المتجدد الذي شغل دول العالم واهتمت به الأممالمتحدة ووضعته ضمن أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 لما له من دور إيجابي في تنمية الحاضر واستشراف المستقبل للأجيال المقبلة. لذا اهتمت المملكة بتسليط الضوء على هذه التقنيات الحديثة من خلال تنظيم هذه القمة العالمية بنسختها الثانية التي تضم أكثر من 100 جلسة يشارك فيها أكثر من 200 متحدث يعملون مع أكثر من 3000 مشارك على تعزيز التبادل المعرفي فيما بينهم ضمن حوار ثري حول كيفية تسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقديم الحلول المناسبة للمشاكل المعقدة التي تعتري تطبيقها، وتمكين الشركات، وتشكيل صورة المستقبل سعيًا إلى تحويل المجتمع من الرؤى المحلية والإقليمية إلى الإطار الاقتصادي الموحد. مكانة متقدمة وتسعى القمة إلى تعزيز مكانة المملكة بأن تكون الوجهة العالمية لصنّاع القرار والمستثمرين في قطاع تقنيات الذكاء الاصطناعي هادفة إلى تبادل الخبرات مع خبراء وصنّاع تقنيات الذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء العالم، ورفع مستوى الاستثمار في تقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي، وتشكيل التحالفات وإطلاق المبادرات التي تحوّل أفكار الذكاء الاصطناعي إلى مشروعات على أرض الواقع. وتتناول القمة جملة من الموضوعات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي المنبثقة عن 3 محاور رئيسة هي : تقنيات الذكاء الاصطناعي وحالات استخداماتها الحالية في شتى مناحي الحياة، ومستقبل قطاع الذكاء الاصطناعي وكيفية تطويره والاستفادة منه في حل أبرز التحديات حول العالم، وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي والاستخدام المسؤول لتقنياته بهدف ضمان أن يكون المستقبل حقيقة وليس خيالًا علميًا. وسوف تُعيد القمة صياغة الحوار بين التقنية والسياسات والنظم لإيجاد تطبيق موحد للذكاء الاصطناعي وفق ركائز إنسانية تتمحور حول : المدن الذكية، وتنمية القدرات، والرعاية الصحية، والمواصلات، والطاقة، والثقافة، البيئة، والاقتصاد الرقمي، وسيتخلل القمة استعراض عدد من التقنيات الحديثة في مجال الذكاء الاصطناعي عبر معرض مصاحب، ناهيك عن إطلاق عدد من المبادرات والاتفاقيات بين كبرى الشركات في العالم، وإقامة مسابقة تحدي نيوم للذكاء الاصطناعي. رصيد النجاح وكانت القمة الأولى قد ناقشت مجموعة من الموضوعات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي موزعة على أربعة مسارات هي: نرسم عصراً جديداً، والذكاء الاصطناعي والحكومات، وحوكمة الذكاء الاصطناعي، ومستقبل الذكاء الاصطناعي، طُرحت خلال كلمات رئيسة وجلسات نقاش وحوارات وأنشطة تفاعلية. وجاءت القمة متزامنة مع استضافة المملكة لقمة قادة مجموعة العشرين وذلك في إطار سعي المملكة لتحقيق تطلعاتها في الريادة العالمية من خلال الاقتصاد القائم على البيانات والذكاء الاصطناعي، والتأكيد على أهمية التعاون الدولي من أجل استخدام الذكاء الاصطناعي لخير البشرية، ودوره في تحقيق أهداف التنمية المستدامة علاوة على بحث دور "سدايا" في القيادة الإستراتيجية للاقتصاد البديل بالتعاون مع العديد من الجهات ذات العلاقة للإسهام في تحقيق أهداف رؤية 2030. وتضمنت أعمال القمة الأولى 30 جلسة شارك فيها ما يقارب 60 متحدثاً من وزراء، وقادة لكياناتٍ عالمية، وأكاديميين، ومستثمرين، ورواد أعمال من 20 دولة، فيما هدفت القمة إلى إيجاد وجهة عالمية لفعاليات الذكاء الاصطناعي وهي العاصمة الرياض، ووقعت خلالها اتفاقيات إستراتيجية مع شركات عالمية إضافة إلى توقيع مذكرة تفاهم مع الاتحاد الدولي للاتصالات لوضع إطارٍ عالميٍ يدعم التعاون الدولي في مجال الذكاء الاصطناعي. وعملت "سدايا" مع البنك الدولي على مبادرة مشتركة في سياق سعي المملكة لتعزيز الاقتصاد الرقمي في البلدان النامية وتمكينها من تسريع تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحويلها إلى محركاتٍ للتنمية الاقتصادية، إضافة إلى استضافة جلسة استشارية خاصة بالتعاون مع الأممالمتحدة لإنشاء هيئة استشارية بشأن التعاون العالمي في مجال الذكاء الاصطناعي لمعالجة القضايا حول الاندماج، والتنسيق وبناء القدرات ، وفي ختام القمة الأولى جرى الإعلان عن الفائزين في كل من "تحدي نيوم" و"آرتاثون الذكاء الاصطناعي" وتسلّم الفائزون جوائز قيمتها تجاوزت المليون ريال.