جدة خالد بن مرضاح رانيا الوجيه عبر عدد من الادباء والمثقفين والإعلاميين عن عميق حزنهم لوفاة الأديب ومكرم المثقفين والأدباء والعلماء عبد المقصود خوجه رحمه الله لافتين إلى أن الراحل طيلة حياته الحافلة بالعطاء انبرى للعديد من الأنشطة الثقافية والاجتماعية ، وحوّل دارته ومنتدى «الاثنينية « الذي ارتبط اسمه به، إلى منصة لتكريم المئات من رموز الفكر والمعرفة في السعودية والعالم العربي على مدى أربعة عقود. واستطردوا بأن الراحل تفرغ لبذل الكثير من الوقت والمال والطاقة في رعاية الثقافة، بفضل سخائه ودأبه على رعاية المنتدى الأدبي الذي كان يقام في دارته كل يوم اثنين؛ حيث يفِد إليه جمع من رجال الفكر والصحافة والأدب، من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، ويقضون أمسية سخية بعطر الوفاء لرموز الثقافة، وعبق الفكر والمعرفة الذي يلفّ مئات الأمسيات التي انعقدت في كنف الإثنينية. وأشاروا إلى أن اثنينية خوجة، أنجزت توثيق فعاليات تكريم ما يقرب من 500 شخصية من العلماء الأدباء والمثقفين والمفكرين، وشكلت مرجعاً مهماً لنتاج معظم أدباء السعودية من الرعيل الأول، وحقبة مهمة في التاريخ الثقافي لأجيال كانت ترِد الاثنينية، وتنهل من صنوف الفكر والأدب والثقافة عبر كل الأسماء والأعلام التي كانت تجد محلها من جملة المكرّمين في دارة خوجة، التي كانت ولعقود أربعة، ظلاً وارفاً للثقافة السعودية. تاريخ الثقافة بداية تحدث الدكتور عبدالعزيز خوجه وزير الإعلام السابق عن الفقيد وقال: رحم الله الراحل الأديب عبدالمقصود خوجه وأسكنه فسيح جناته، بدون شك لقد افتقدنا مرافقه أخا عزيزا كريما وصديقا حبيبا ورجلا نبيلا خدم الثقافة والأدب والمثقفين ليس في بلادنا فقط وإنما في أرجاء الوطن العربي بكل ما اتيح له من امكانيات وبكل ما عنده من تواصل واتصالات مع الكثير من الأدباء والمثقفين بكل أرجاء بلادنا الحبيبة وفي أرجاء الوطن العربي أيضا، وما طبعه من اصدارات لهؤلاء الكبار المثقفين لا تعد ولا تحصى ولا يقوم بهذا العمل إلا مؤسسات كبيرة حقا لكنه بجهد وامكانياته الخاصة، والكثير من أعمال المثقفين جمعها في كتب ومجلدات عديدة، كان منتداه الاثنينة حقيقة مجمعا كبيرا ثقافيا لكل محبي الثقافة والأدب في كل مكان، رحم الله أبو محمد سعيد، لقد افتقتناه حقيقة، وفقدنا ليلة من ليالي الاسبوع في كل شهر في كل اثنينيات، افتقدناه حقيقة وسنفتقدها دائماً، ذكرى ستبقى دائماً في قلوبنا وفي ذاكرة تاريخ الثقافة في بلادنا، نسال الله له الرحمة والمغفران ولك المثقفين العزاء، ونسال الله ان يطرح البركة في ذريته. عطاء مثمر وتحدث الدكتور مدني علاقي فقال: رحم الله الشيخ عبدالمقصود خوجه وأسكنه فسيح جناته، هذا مواطن صالح، قدم لوطنه ولمواطنيه، وعلى مدى أكثر من أربعين عاما كنوزا من الثقافة ورموزا من المثقفين رجالا ونساء في مجلس "الإثنينية" الشهير بمدينة جدة. لم يذكر لديه عالماً أو باحث أو مؤرخ أو مفكر الا فتح له مجلس "الإثنينية" ليسمع ويرى منه العاشقون للمعرفة ماهو جديد وغريب من خزائن العلوم والمعارف. كانت "الاثنينية" شغله الشاغل، انصرف عن أعماله التجارية ليديرها جهاز اداري خاص وتحت اشراف أبنائه، وبقرارات مباشرة منه. كانت أمنيته ان يحلق بمجلس "الإثنينية" الى مؤسسة ثقافية ذا طابع وصفة نظامية، لها ديمومتها واستقلاليتها ولتظل صرحا ثقافية ورمزا للوطن ومعلماً حضاريا من معالم مدينة جدة، لكن هدفه هذا لم يتحقق حينما عرض هذه الأمنية على من بيده الزمام. قيل له أمض في نهجك لان دخولك في كادر رسمي سيجعل "الإثنينية" أقل تصرفا في الإختيار والإدارة وسيزيد كثافة المسؤولية. ومع كل الجهود التي بذلها الشيخ عبد المقصود خوجه لحركة الفكر والثقافة في مدينة جدة والوطن، ولأرض العرب الا ان هذا الجهد والعمل المثمر الدؤوب قد حلق ب"الإثنينية" إلى آفاق بعيدة. أصبحت سيدة مجالس الثقافة في السعودية والوطن العربي اشراقاً وبهجة وحضوراً في محييها وعشاقها من مختلف أطياف الوطن وبكل ما أتيح لهم من وسائل الاتصال المرئي والمسموع. ولقد دعم الشيخ عبدالمقصود خوجه رحمه الله عشقة للثقافة والعلوم بإصدار اعداد ضخمة من الكتب والمجلدات، سواء فيما يخص نتاج "الاثنينية"، أو نتاج المفكرين والعلماء والباحثنين وفي كل ميادين الفكر شعراً وتاريخاً وعلماً وأدباً ومعرفة عامة. من جهته أوضح المستشار محمد سعيد طيب بقوله : رحم الله الفقيد عبدالمقصود خوجه، لقد افتقدنا صديقا نبيلا وأخا كريما، خدم الثقافة والمثقفين بكل ما اتيح له من إمكانيات، وأن ما قدمه الفقيد للثقافة والمثقفين في هذا الوطن لا يمكن تجاهله، وأنا واثق بأنه سوف يكون محل اعتبار المؤرخين للحركة الثقافية في بلادنا، والعزاء مشترك. مؤسسة فكرية من جانبه أوضح علي مدهش نائب رئيس تحرير "عكاظ " سابقاً:بقوله رحم الله فقيد الوطن الوجيه الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجة رحمة الأبرار وأسكنه مع الخالدين جنة النعيم فلقد كان وجيها في دنياه ليس كرجل مال وأعمال واقتصاد فحسب بل هو رجل اعلام من نسيج وحده كونه بما قدم يشكل حجم مؤسسة فكرية. وشبكة تواصل واتصال كفة شغله الشاغل رجحت فتح آفاق الثقافة السعودية وتجسير عالمها بثقافة العالمين العربي والأسلامي وتمكينه من ضبط أيقاع بوصلة مسيرته المتفوقه برقي التواصل الذي جعل من اثنينيته الأسبوعية منصة ملتقى تكريمي لكل عوالم الفكر والدين والاعلام واجناس الأدب والشعر والفن والثقافة بكل انواعها واشكالها دون حدود وتوثيق كل ذلك بمطبوعات أضاءتها الأسئلة وتلك الأجواء المشبعة والمشعة بالحضور وسط عالم يسوده التنوع الفكري الذي يتصدره كبار الضيوف ولم يبخل رحمه الله بما وسعه ذلك من بذل يذكر ويشكر في الجهد والفكر والمال ويكفيه ما خلف بعد غيابه من مآثر وآثار ومن لمسات إنسانية وخيرية وإسهامات سخية شغلته في طباعة المجنوعات الكاملةلرجال دين ولرواد الأدب والفكر السعودي بأوزانها العالية القيمة اغنت المكتبة العربية بالثراء جعلها الله في ميزان حسناته ومنه بالرحمة والغفران. من جهته قال الدكتور سعيد السريحي رحمه الله عبد المقصود خوجه ففقده من لا يحل محله ندا له أو رجل سواه، كان نعم الوريث لوالده حيث كان أحد الأدباء الوارد وأحد العاملين في الحقل الأدبي وورثنا عن ذلك الوالد العظيم كتاب أدب الصحراء والذي يعتبر من المدونات الأولى للادب في السعودية، وكأن فقيدنا الشيخ عبد المقصود خوجه أراد أن يستكمل مشروعا خط بداياته والده الرائد، فقام بما قام به من خدمة للأدب والأدباء تمثلت في حقلين رئيسيين اولهم: تلك الجلسات التي عرفت باسم الاثنينية والتي اعتنت بتكريم رموز الأدب على المستوى المحلي والخليجي والعربي كذلك، وفي مختلف فنون المعرفة والثقافة ولم تكن امسيات الاثنينينة امسيات تكريم فحسب وانما كانت ضربا من الدرس كذلك ليشارك فيه عدد من المثقفين وجملة من الحاضرين. وأما المستوى الثاني فهو مستوى النشر ذلك ان الشيخ عبدالمقصود رحمه الله اعتنى بنشر كثير من الأعمال المؤسسة لرواد الأدب في المملكة مضيفا اليها اعمال عدد من الأدباء المعاصرين مثريا بذلك مكتبتنا الوطنية وحافظا بذلك كثيرا من الاعمال وميسرا لوضعها بين أيدي القراء ، رحم الله خوجه وجزاه الله عنا وعن الوطن وعن الأدب خير الجزاء. ندوات اسبوعية الكاتب حمود أبوطالب قال :أولاً العزاء لجميع المثقفين والأدباء والمفكرين داخل المملكة وكل أرجاء الوطن العربي برحيل عبد المقصود كان يمثل ظاهرة غير مسبوقة في الاحتفاء بالمبدعين والرموز في كل المجالات الى حد أن اثنينيته أصبحت ملمحاً من ملامح جدة على مدى أكثر من 4 عقود. لقد كانت اثنينيته مؤسسة ثقافية متكاملة، فإلى جانب الندوات الأسبوعية كان اهتمامه شديداً بالتوثيق لها، بل أيضاً توثيق أعمال جميع من كرمتهم وهو جهد شاق أسس له فريق عمل متكامل وبذل الكثير من ماله لانجاز هذا المشروع. كما أن الاثنينية تجاوزت النطاق المحلي لتكون منتدى عربياً يحتفي بكل أشكال الابداع في الآداب والعلوم دون تمييز لجنسية أو تحديد لصنف أدبي وبذلك تكون أشبه بمؤسسة ثقافية عربية. رحم الله عبدالمقصود خوجة ونتمنى على وزارة الثقافة العناية بإرث الاثنينية والحفاظ عليه ليكون متاحاً لكل الأجيال. الدكتور حسن بن محمد سفر قال رحم الله الوجية عبدالمقصود خوجةً كان رجل فاضلا واديبا عالي التكوين كرم رجالات الدولة من العلماء والوزراء وأهل العلم والفكر والأدب، حب الناس واحبوه يتفقد ويهاتف ويعتب بأدب جم وعبارات يفوق المكارم التي من الله عز وجل عليه فيها، لقد فقد الوطن شخصية أدبية وفكرية وأخوية وكرايمية يكرم ويحتفل ويعانق كرمه في يدية وملبسه ومنزله العامر رحمك الله أديب الاخلاق والسلوك والعلو والهمة جمعت فيه صفات مميزة الكل افقتد غيابه مدد ولكن لم ينساه الأحباب من الدعوات فرحم الله هذه الثلة النادرة من الرجال العظام الكرام. دور تنويري وقال محمد علي قدس: فقدت البلاد علما بارزا من أعلام الفكر الذين كان لهم دور تنويري وتثقيفي في المملكة خلال نصف القرن الأخير، رحم الله صاحبها ومؤسسها الاديب الكبير عبد المقصود خوجة،فقد كانت الاثنينية من أعرق وأشهر المنتديات الفكرية والملتقيات الأدبية. قدمت عبر مسيرة أدبية امتدت لأكثر من أربعين عاما في عطاء لا ينقطع إلى ما قبل ما يقرب من ثمان سنوات مواسم من العطاء الفكري والأدبي تم خلالها تكريم الأدباء والمفكرين والعلماء من مختلف أنحاء العالم العربي والإسلامي كما قامت الإثنينية من خلال مشروع توثيق الأدب السعودي طبع الأعمال الكاملة للادباء الرواد. رحمك الله يا ابا محمد سعيد وجزاك الله خيرا عن ادباء المملكة وعلمائها. كنت قد اشرت في مقال سابق علاقتي بهذا الرمز الفكري وما كان بيننا وبين اثنينيته من تعاون خلال مسيرة الإثنينية ونادي جدة الأدبي. شخصية نادرة وقال التربوي والاعلامي خالد محمد الحسيني فقدت الساحة الأدبية والمجتمع الثقافي شخصية نادرة اعتقد من الصعب تكرارها بما قدمه خدمة للأدب والأدباء في بلادنا وعلى مدى اربعة عقود ، عبر استضافة رجال الثقافة من داخل وخارج المملكة في " الاثنينية" وطبع ونشر انتاجهم الأدبي وتقديم جهود كبيرة في هذا الجانب الذي يحتاج للكثير من الجهد والبحث والمتابعة والمال، حتى غدت الاثنينية واحدة من منابر الثقافة المعروفة على مستوى العالم العربي، وقبل سنوات عاني من المرض واعتزل الحياة الثقافية لهذه الظروف حتى علمنا اول امس السبت برحيله في امريكا التي سافر اليها طلباً للعلاج، عبدالمقصود ووالده من قبله الشيخ محمد سعيد خوجة رحمهما الله من علامات خدمة الثقافة في بلادنا فقد سبقه والده بخدمة العمل الثقافي فترة حياته في مكةالمكرمة واكمل ابنه مسيرة والده، العزاء لأسرته واحبائه والأدباء والمثقفين. خدمة الأدب وقالت نازك الإمام مقدمة الاثنينية، ومذيعة إذاعة جدة سابقا: رحل عن عالمنا استاذنا القدير الاديب الشيخ عبد المقصود خوجة الذى سخر ماله ووقته في مجال خدمة الثقافة والادب في اشهر الصوالين الثقافية في السعودية والوطن العربي علي مدى اربعة قرون (الاثنينية) والتي اسهمت بتكريم رموز من العلماء والمثقفين والادباء والشعراء من داخل المملكة وخارجها. لقد تشرفت بأن اقدم وادير الحوارات في القسم النسائي بالاثنينية وايضا تقديم وادارة الحوارات للشخصيات النسائية المكرمة، رحم الله الفقيد واسكنه فسيح جناته. تعازينا لجميع افراد اسرته الكريمة ومحبيه. (انا لله وانا الية راجعون).