فريق كايزرسلاوترن، أحد الأندية الألمانية العريقة، الذي يعرف باسم "الشياطين الحمر" ولكن عام 1996 كان الأكثر مرارة في تاريخ نادي كايزرسلاوترن، فقبل أيام قليلة من نهائي كأس ألمانيا تأكد هبوط كايزرسلاوترن إلى دوري الدرجة الثانية بعد تعادله في آخر مباريات الدوري مع فريق ليفركوزن ليبقي كايزرسلاوترن في دوري الدرجة الثانية آنذاك لمدة عامين، ولكن بعد عامين قضاهما في دوري الدرجة الثانية، عاد فريق كايزرسلاوترن بقوة إلى دوري الأضواء بقيادة المدرب أوتو ريهاغل الذي قاد في عام 2004 المنتخب اليوناني إلى الفوز لأول مرة في تاريخه بلقب بطولة كأس الأمم الأوروبية حيث حقق كايزرسلاوترن معجزة كروية حقيقية مباشرة بعد صعوده إلى البوندسليغا بالفوز بدرع الدوري للموسم الكروي 1997/1998 للمرة الرابعة في تاريخه ليفوز بلقب أفضل فريق في البوندسليغا. الهبوط للدرجات الدنيا أمر في غاية الصعوبة على أي ناد لكرة قدم، وهو أكثر صعوبة وألماً على الأندية الكبيرة ذات التاريخ العريق، ولكن كما يقال في بعض الأحيان: إن المِحَن في الحياة هي ما تجعلنا أقوى، فنسقط حتى نتمكن من النهوض مرة أخرى، وقد تكون هذه الرسالة أو المثال السابق نوعا من العزاء لجماهير النادي الأهلي، ولكن تبقى مثل هذه القصص- إن لم يصاحبها العمل الجاد والشاق- مجرد كلام يقال لرفع المعنويات الوقتي مثل ما يقوم به خبراء التنمية البشرية، حيث يتعين على إدارة النادي الذي يتعرض لمثل هذا الموقف أن تقوم بعمل خارق للعادة يوازي العمل المصاحب لتحقيق ثلاثية أو رباعية في موسم واحد، إن لم يكن أكبر من ذلك على الصعيدين النفسي والفني، وقبل ذلك (وهو في رأيي الأهم) على صعيد الثقة المتبادلة ما بين الإدارة واللاعبين والجماهير وهو أمر مفقود ما بين إدارة النادي الأهلي كمنظومة وأفراد، مع الجماهير. يقال إن أول خطوة في العلاج هي الاعتراف بالمرض أو مسبباته حتى وإن كان المريض شخصياً، ولابد أن يصاحب ذلك السؤال الأهم.. هل لا زلنا نتمتع بالثقة اللازمة من المعنيين بهذا الموضوع ؟ هل يؤمنون بقدراتنا (إن وجدت هذه القدرات) في العودة؟ أم نستمر في العناد مرددين لأنفسنا أنه لازالت لدينا هذه الثقة؟ العمل الإداري في الأندية وخصوصاً في المواقف الصعبة لا يكون فردياً حتى وإن كنت من يدير المنظومة حرفياً، فأنت لا تعمل وحيدًا، ولكن كما تردد جماهير ليفربول:" لن تسير وحيداً" فالوقوف في وجه الطوفان وحيداً مكابرة وعناد، لا يدل على شجاعة صاحبه، ولكنه نوع من الحماقة التي ستدخل صاحبها التاريخ- ليس من أوسع أبوابه- ولكن من أضيق نوافذه.