العجوز السبعيني صاحب الخبرة الكبيرة، اكتسب لقب «كيند دير بوندسليغا» (ابن الدوري الألماني)، كونه الشخص الوحيد الذي شارك في أكثر من 1000 مباراة في الدوري الألماني لاعباً ومدرباً، على مدى 4 عقود بدأت في عام 1960، وانتهت في عام 2000 عندما ترك كايزرسلاوترن إلى تدريب المنتخب اليوناني. وما زال ريهاغل يملك الرقم القياسي في عدد الانتصارات في الدوري الألماني (387 انتصاراً) وفي عدد التعادلات (205 تعادلات)، وايضاً الأكثر خسارة (228 خسارة)، وفرقه سجلت اكبر عدد من الأهداف (1473 هدفاً)، وايضاً استقبلت شباكه الأكثر (1142هدفاً)، بمعنى آخر فإن بصمته واضحة جداً على البوندسليغا، مثلما هي واضحة على تاريخ الكرة اليونانية التي قاد منتخبها الى الانجاز الوحيد في تاريخه، بفوزه بكأس الامم الاوروبية عام 2004، وإحدى اكبر مفاجآت كرة القدم في العصر الحديث. ولد ريهاغل في مدينة ايسن في 9 آب (أغسطس) 1938، ولعب مدافعاً في مسيرة عادية ختمها مع كايزرسلاوترن في 1972، لكن مسيرته مدرباً كانت أكثر نجاحاً، حيث درب أكبر الاندية الالمانية بينها بايرن ميونيخ وكايزرسلاوترن وفيردر بريمن وبوروسيا دورتموند، وحقق نجاحات رائعة، ابرزها فوزه مع فيردر بريمن خلال 14 عاماً معه (من 1981 الى 1995) بكأس أبطال الكؤوس الاوروبية (1992) والدوري الالماني مرتين (1988 و1993) وكأس المانيا مرتين (1991 و1994)، كما احرز بطولة الدوري مع كايزرسلاوترن (1998)، واللقب الاخير كان الاكثر اثارة وصدى، حيث كان ريهاغل لتوه قاد كايزرسلاوترن الى الدرجة الاولى، ليصبح اول فريق يحرز اللقب في الموسم الاول بعد صعوده، لكن المشكلات كانت دائماً ما تلاحق المدرب المخضرم السليط اللسان، ما يقوده الى الرحيل المبكر، لكنه وجد ضالته مع المنتخب اليوناني الذي يتلاءم جداً مع عقليته واسلوب لعبه. ويفضل ريهاغل دائماً اصحاب القوة الجسدية والسرعة العالية في لاعبيه على اصحاب المهارات العالية، لذلك يعتمد دائماً على خط دفاعي مكون من اصحاب القامة الطويلة والقوة الجسدية الهائلة والقدرة على تزعم الكرات العالية، والاهم ان يكونوا من اصحاب الخبرة، ما يعكس فلسفته بأن الفريق الناجح يبدأ بالبناء من الخلف، بحيث يركز على قدرة الخطوط الخلفية على احتواء الخصوم قبل معالجة فك الخطوط الخلفية للخصوم، وعلى رغم تلقيه انتقادات حادة على اسلوب لعبه الممل، الا ان نجاحاته دائماً ما تكون رداً مناسباً على منتقديه. ومن ابرز اسهم النقد التي طاولته كانت على ابقائه صاحب المهارات العالية الصاعد حينذاك مايكل بالاك جليس الاحتياطيين، لكن له الفضل في اكتشاف مواهب امثال كارل هاينز ريدل ورودي فولر وميروسلاف كلوزه وماركو بوده وانجيلو كاريستياس وسوتيريس كيرغياكوس وثيوفانيس غيكاس. الانجاز الكبير الذي تحقق في 2004 كم الكثير من الافواه، وترك المدرب العجوز لشأنه في ادارة أموره، حتى ان الاتحاد الالماني حاول الاستعانة بخبراته لتدريب المنتخب في مونديال 2006، لكنه رفض العرض في صيف 2004، مفضلاً الاجواء المتوسطية الدافئة على الاجواء الاوروبية الباردة والتي عادة ما تكون ساخنة في انتقاداتها.