إلى جانب برامج الترفيه والتثقيف في موسم جدة 2022، فإن إدارة الموسم وضعت إستراتيجيات لاستحضار التراث من أقاصي السنين وذلك عبر عدد من المهن القديمة التي كانت تعد أدوات يحتاج إليها أفراد المجتمع في السنين الخوالي، ومن المهن التي تم استحضارها مهنة صناعة الفخار؛ حيث نجد إن منطقة" جدة آرت بروميناد" تعج بالزوار الذين يشاهدون على الواجهة مباشرة صناعة الفخار عبر خمسة من الشباب والفتيات الذين يطوعون الطين لصناعة الفخار بحرفية ولمسات ناعمة، وتعد "جدة آرت بروميناد" مقرًا لمهنة صناعة الفخار- إحدى أبرز الثقافات الحرفية في الموسم- التي تنتج قطعا فنية وجمالية ويعمل بها أيادٍ وكوادر وطنية شابة. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد فحسب، بل إن هناك برنامجا لمشاركة الزائر في صناعة الفخار بنفسه؛ حيث يتيح للزائر صناعة ما تروق له أنامله وإبداعه لتصبح واحدة من مقتنياته عبر عدة مراحل، حتى تكون جاهزة للاستعمال. ويقوم الجناح على 5 شابات وشباب من الهواة والمحترفين الذين يصنعون الحرفة لتكون أيقونة جمالية، وبدورهم يمنحون التجربة للزائر عبر تدريبه لصنع الفخار، وتصل مدة التجربة إلى 15 دقيقة باستخدام العجلة المخصصة للفخار، ومن خلالها يتم تدوير الآلة وصنع أشكال معينة من الأواني والتماثيل، وتتم الطريقة الأخرى "بالصناعة اليدوية" ليشمل الجناح خاصية التعليم بالترفيه واكتساب الخبرة، كما استقطب الجناح الأطفال الذين استمتعوا بالتجربة التراثية وتعرفوا على أدوات صنعها. وتتمثل أهمية صناعة الفخار في ارتباطها الوثيق بين الإنسان والتراث والتاريخ؛ إذ تتميز بالبساطة والرقة والمتعة لتقديمها في أبهى حلة، ويشكل الجناح المخصص في جدة آرت بروميناد من موقعه جمالية البحر التي تعبر عن هوية جدة التي تجمع بين الاستجمام والهدوء والخدمات الترفيهية المتكاملة، كما تضم جدة آرت بروميناد أكثر من 95 متجرًا ومطعمًا ومقهى ومنطقة ترفيهية لألعاب الأطفال، والعديد من الخيارات الأخرى المميزة. وإذا عبرنا من منطقة جدة آرت وتوجهنا إلى منطقة الألعاب المائية في سيتي ووك، فإن السيناريو والمشاهد تختلف تماما حيث تحظي فعالية "تحمّل ما يجيك" بمنطقة الألعاب المائية التشاركية في سيتي ووك بإقبال كبير من الزوار، خصوصاً محبي الألعاب المائية للاستمتاع بهذه التجربة المشوقة التي تعتمد على الماء وعنصر المفاجأة للزائر.