توج فريق ريال مدريد بلقبه ال 14 في دوري أبطال أوروبا، مؤكدا أنه زعيم القارة دون منافس، بعد تغلبه على ليفربول بهدف نظيف للنجم الصاعد بقوة الصاروخ، البرازيلي فينيسيوس جونيور. "شخصية البطل" كانت سر تتويج الفريق الملكي باللقب رغم مشواره المليء بالتعثرات، حيث كانت تظهر في أحلك الأوقات، بسبب كبرياء "الملوك" وتفوق نجومه المخضرمين بالإضافة إلى روح النجوم الشبان الذين ساهموا بشكل كبير في وصوله لهذا الإنجاز التاريخي، دون أن نغفل الدور الكبير للمدرب المحنك الإيطالي كارلو أنشيلوتي الذي بات أحد أنجح المدربين في التاريخ، وأول مدرب ينجح في الفوز باللقب الأغلى في العالم 4 مرات، محطما رقم بوب بيزلي مدرب ليفربول الأسطوري، والفرنسي زين الدين زيدان الذي خلفه الإيطالي في تدريب "الميرينغي" بعد أن كان مساعدا له وقاد الفريق الملكي لثلاث بطولات أوروبية. فاز أنشيلوتي بدوري الأبطال مرتين مع ميلان عامي 2003 و2007، ومع الريال مرتين عامي 2014 و2022، ونجح بشخصيته الفريدة في تكوين توليفة رائعة تمزج بين الخبرة والعناصر الشابة ليقود الريال للجمع بين لقبي الليغا وال "تشامبيونزليغ". جاء تأهل الريال للنهائي أشبه بسيناريو فيلم سينمائي حيث حول تأخره إلى فوز في 3 مباريات حاسمة بالأدوار الإقصائية، محققا 3 (ريمونتادا) أمام باريس سان جرمان في دور ال 16، وأمام تشلسي في ربع النهائي، وأمام مانشستر سيتي في نصف النهائي، وكانت تلك بمثابة تأكيد على أن اللقب لن يفلت من براثنه. خماسي من ذهب وفي التتويج ال 14، تبرز أسماء 5 نجوم أكثر من غيرهم، يتقدمهم الحارس البلجيكي تيبو كورتوا الذي وقف سدا منيعا في النهائي أمام سيل هجمات ليفربول، وحرم النجم المصري محمد صلاح من 3 أهداف محققة على الأقل، وبعده يأتي هداف البطولة ونجمها الأول كريم بنزيمة الذي حرمه الحكم الفرنسي توربان من هدف صحيح كان سيرفع رصيده إلى 16 هدفا في قمة هدافي البطولة، والبرازيليان الشابان فينيسيوس جونيور، ورودريغو اللذان ظهرا في وقت الحسم، الأول بإحرازه هدف الفوز باللقب، والثاني بهدفيه التاريخيين في نصف النهائي أمام مانشستر سيتي، وأخيرا المايسترو لوكا مودريتش الذي برهن أن الذهب لا يصدأ، مقدما في سن ال 36، موسما لا ينسى بأدواره المتعددة في خط الوسط. موسم حزين لصلاح كان النجم المصري أبرز لاعبي ليفربول في النهائي وأكثرهم حماسا وخطورة على مرمى الفريق الملكي، لكن الحظ وتألق كورتوا حرماه من الثأر من ريال مدريد، والتتويج بدوري الأبطال للمرة الثانية في تاريخه. وختم ضياع اللقب الأوروبي على موسم حزين لصلاح الذي فقد فرصة الظهور في كأس العالم المقبلة في قطر بعد الخسارة أمام زميله السنغالي ساديو مانيه، كما حرمه الأخير من الفوز بكأس أمم أفريقيا، وفي الأسبوع الماضي فقد "مو" مع فريقه فرصة التتويج بلقب الدوري الإنجليزي بفارق نقطة فقط عن المتوج مانشستر سيتي.