بينما تمارس حكومة باشاغا سلطاتها التي منحها لها البرلمان، يرفض رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا عبد الحميد الدبيبة الاستسلام، مشددا على أهمية قيام الانتخابات، وذلك عندما التقى مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة زينينغا، ومستشارة الأمين العام في ليبيا ستيفاني وليامز، وعدد من أعضاء البعثة أمس (الأربعاء)، حيث خصص اللقاء لمناقشة الوضع السياسي في ليبيا. وقال الدبيبة، الأربعاء إن الانتخابات هدف حقيقي لحكومته، مبيناً العمل بالتنسيق مع المفوضية لتوحيد الجهود في حال وجود قاعدة دستورية، فيما قدمت المستشارة تفصيلًا موجزا عن نتائج لقاء القاهرة بين لجنتي مجلسي النواب والدولة والتي تسعى لخلق قاعدة دستورية يمكن البناء عليها في إجراء الانتخابات. وناقش الجميع تداعيات إقفال النفط، والخطوات المتخذة من الحكومة تجاه هذه الأعمال غير المسؤولة، وضرورة وجود إجراءات قانونية ضد هذه التصرفات، بعد أن أغلق زعماء قبائل في وسط وجنوب ليبيا حقول وموانئ نفطية رئيسية، احتجاجاً على استمرار الدبيبة في منصبه وعدم تسليمه السلطة إلى حكومة باشاغا، ما أدى إلى انهيار الإنتاج وإعلان المؤسسة الوطنية للنفط حالة القوة القاهرة. وتعتبر مسألة القاعدة الدستورية وقانون الانتخابات من أكثر الملفات تعقيدا في ليبيا، حيث لا يزال محل خلاف دائم ومستمر بين الأطراف السياسية، نتج عنه انهيار العملية الانتخابية التي كانت مقررة في شهر ديسمبر من العام الماضي، كما قادت هذه الخلافات البلاد إلى انقسام سياسي جديد، منذ أن كلف البرلمان حكومة جديدة بقيادة فتحي باشاغا، عجزت حتى الآن عن الدخول إلى العاصمة طرابلس لمباشرة مهامها، بسبب رفض الحكومة الحالية برئاسة عبد الحميد الدبيبة تسليم السلطة قبل إجراء انتخابات. ولم تتمكن ليبيا من إجراء الانتخابات في ديسمبر 2021 بسبب خلافات قانونية بين الأطراف المتنافسة، مما تسبب في انقسام البلاد بين إدارات متنافسة. من جهة ثانية، حث السفير الأمريكي في ليبيا البنك المركزي الليبي على حماية عائدات النفط من الاختلاس. ودخل مجددا قطاع النفط في ليبيا إلى حلبة الصراع السياسي في البلاد، مع توقف العمل في كثير من الحقول بعد تعرضها للحصار. وقال المكتب الإعلامي للمؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، أمس، إن ليبيا تخسر حاليا أكثر من 550 ألف برميل يوميا من إنتاج النفط بسبب الحصار المضروب على حقول ومرافئ تصدير رئيسية. وتسبب الحصار الذي تضربه جماعات في جنوب وشرق ليبيا بسبب مطالب سياسية في إعلان المؤسسة حالة القوة القاهرة على الإنتاج من عدة حقول ومرافئ رئيسية في الأيام الأخيرة.