بينما طلب رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح من رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله، تجميد إيرادات النفط في حساب مصرف ليبيا الخارجي وعدم تحويلها إلى حسابات الإيرادات العامة بالمصرف المركزي، وذلك في خطوة تستهدف قطع التمويل على حكومة الوحدة الوطنية، تخطط الأممالمتحدة لإطلاق جولة جديدة من الحوار بين الأطراف الليبية المتنافسة، بهدف مراجعة القوانين الانتخابية وحل الخلافات بشأنها، من أجل وضع البلاد أمام إجراء انتخابات في أقرب وقت ممكن، وتهدئة التوترات الناتجة عن الصراع الدائر بين حكومتين متنافستين على السلطة. ودعت المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا ستيفاني ويليامز، وفقا لوسائل إعلام محلية، إلى عقد اجتماع في تونس غدا الخميس، لمراجعة القوانين الانتخابية، بحضور المفوضية العليا للانتخابات ومجلس التخطيط الوطني وخبراء. وتسعى ويليامز للتوصل إلى اتفاق هذا الشهر مع القوى الفاعلة المتنافسة في ليبيا، بشأن قوانين الانتخابات والترتيبات الدستورية، والدفع من أجل إجراء انتخابات في البلاد، حيث أكدت في وقت سابق إنها تريد إجراء المحادثات بين أعضاء البرلمان والمجلس الأعلى للدولة قبل شهر رمضان، والذي من المتوقع أن يبدأ مطلع شهر أبريل المقبل. واختار المجلس الأعلى للدولة مؤخرا، 12 عضوا لتمثيله في هذه المحادثات والمفاوضات، لكن البرلمان لا يزال يرفض الانخراط فيها، ويتمسك بالقوانين الانتخابية الصادرة عنه، ليظلّ مصير المبادرة والخطة الأممية لحل الأزمة السياسية في ليبيا غامضا، ونجاحها غير مضمون. وتعتبر مسألة القاعدة الدستورية وقانون الانتخابات محل خلاف دائم بين الأطراف السياسية في ليبيا، نتج عنه انهيار العملية الانتخابية التي كانت مقررة في شهر ديسمبر من العام الماضي، كما قادت هذه الخلافات البلاد إلى انقسام سياسي جديد، منذ أن كلف البرلمان حكومة جديدة بقيادة فتحي باشاغا، عجزت حتى الآن في الدخول إلى العاصمة طرابلس لمباشرة مهامها، بسبب رفض الحكومة الحالية تسليم السلطة قبل إجراء انتخابات. وفي ظلّ هذا الصراع، لوّح المجلس الرئاسي بإنجاز واعتماد قاعدة دستورية لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، في صورة عدم توافق الأطراف السياسية في بلاده، على إعداد قوانين تسمح بتنظيم انتخابات في أقرب وقت ممكن. ويأمل الليبيون ومن ورائهم المجتمع الدولي، أن يحل الخلاف على السلطة والشرعية بين باشاغا والدبيبة، من خلال هذه المفاوضات وليس عن طريق القوة، وأن يصلا إلى توافق وتفاهم ينهي التوتر السياسي والعسكري في بلادهم.