أطلق الجيش الليبي عملية عسكرية واسعة أمس (الثلاثاء)، للقضاء على الإرهاب وتجفيف منابعه، وذلك بعد ساعات من هجوم إرهابي بسيارة مفخخة، استهدف معسكراً لكتيبة "طارق بن زياد" في منطقة أم الأرانب بمدينة سبها، وأسفر عن جرح 3 عناصر من الجيش وخسائر مادية. وأدان رئيس الحكومة المكلفة من البرلمان فتحي باشاغا، الهجوم الذي استهدف المعسكر الجيش الوطني واصفا إياه بالإرهابي، مؤكدا أن الحكومة تجدد التزامها باتخاذ كافة التدابير لإيجاد حلول جذرية للأزمة الأمنية الراهنة، ومحاربة الإرهاب وتجفيف منابعه والتصدي لمصادر تمويله وفق استراتيجية متطورة بالتعاون مع المجتمع الدولي، فيما طالبت الحكومة المكلفة، المجتمع الدولي بتقديم الدعم اللازم للحكومة واتخاذ خطوات جادة في دعم وبناء المؤسسات الأمنية والعسكرية خاصة بالعتاد والتدريب والخبرة، حتى تتمكن من بسط سيطرتها وسيادتها التامة على كامل أراضيها، واستلام مقراتها ومؤسساتها في مدينة طرابلس. وكان معسكران للجيش الليبي في منطقة أم الأرانب جنوب البلاد تعرضا أمس لهجوم بسيارة مفخخة. ويأتى هذا الهجوم بعد ساعات من استهداف دورية عسكرية في سبها من قبل مجهولين، ما أسفر عن مقتل جندي وإصابة آخر. وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن التفجير. يذكر أن سبها والمدن المجاورة لها شهدت أعمال عنف وهجمات إرهابية وتفجيرات طيلة السنوات الماضية، كما تعرضت هذه المدن لضربات جوية أميركية استهدفت عادة قادة وفلول عناصر التنظيمات الإرهابية التي تنشط في المناطق الصحراوية القريبة منها. وأواخر شهر يناير الماضي، قتل الجيش الليبي 23 عنصرا من تنظيم داعش، بضواحي مدينة القطرون جنوب البلاد، رداً على مقتل اثنين من الجنود خلال تعرّض دورية تابعة للجيش الليبي، إلى هجوم إرهابي بين منطقتي مجدول والقطرون، خلال عودتهم من عملية استطلاع في مدية تراغن، في حادث أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه. وتبذل قوات الجيش الليبي جهوداً لبسط سلطتها على منطقة الجنوب الليبي الشاسعة وإحكام السيطرة الأمنية، لكنها تواجه تحديات كبيرة من الفصائل المسلحة الأجنبية التابعة للمعارضة التشادية والسودانية، وكذلك من بقايا تنظيمي داعش القاعدة وداعش، التي تحاول كلها الحفاظ على ما اكتسبته من نفوذ بعد الإطاحة بنظام معمر القذافي.