أعلنت السلطات الأوكرانية فرض حظر تجوال شامل اعتبارا من أمس حتى غد (الأربعاء)، بنيما طالب عمدة كييف سكان المدينة بارتداء أقنعة خوفا من تلوث سام جراء القصف الروسي الذي دخل يومه ال26، في وقت قال المدعي العام في أوكرانيا إن قذيفة روسية سقطت على مصنع كيماويات خارج مدينة سومي، ما تسبب في تسرب خزان يحتوي على 50 طنا من الأمونيا استغرق ساعات لاحتوائه، فيما اعتبر المتحدث باسم الجيش الروسي، إيغور كوناشينكوف، أن التسريب كان "استفزازا مخططا" من قبل القوات الأوكرانية لاتهام روسيا زورا بارتكاب هجوم كيمياوي. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن صواريخ كروز دمرت مستودعا للذخيرة والأسلحة في مدينة سيليتس، كما دمرت أكثر من 216 مسيرة أوكرانية منذ بداية العملية العسكرية، مؤكدة استسلام أكثر من 60 عسكريا أوكرانيا في ضواحي كييف أغلبهم قيادات بالجيش، مشيرة إلى قصف منشأة عسكرية بصواريخ مجنحة في ضواحي ريفنا شمال غربي أوكرانيا. في وقت أفادت وزارة الدفاع البريطانية بأن القوات الروسية تتقدم نحو كييف من الشمال الشرقي، مشيرة إلى أن القوات الروسية لا تزال بعيدة بنحو 25 كيلومترا عن وسط كييف. وأضافت أن روسيا ستعطي على الأرجح الأولوية لمحاولة تطويق كييف خلال الأسابيع المقبلة. ودعت الدفاع الروسية، القوات الأوكرانية في ماريوبول لتسليم الأسلحة مقابل ممر آمن لها، كما أمهلتها حتى أمس للاستسلام وتسليم المدينة، فيما رفضت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، إيرينا فيريشتشوك، التهديد الروسي بضرورة إلقاء السلاح في مدينة ماريوبول، وأكدت أن الاستسلام مستبعد جدا، وأن أوكرانيا أبلغت الجانب الروسي بهذا الأمر، بينما استنكر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أمس، "عمليات التدمير" التي ارتكبها الجيش الروسي بشكل عشوائي في مدينة ماريوبول الأوكرانية الساحلية المحاصرة، ووصفها بأنها "جريمة حرب كبرى". وقال بوريل قبل اجتماع مع وزراء الخارجية والدفاع في دول الاتحاد الأوروبي مخصص للبحث في فرض عقوبات أوروبية جديدة على موسكو: "ما يحدث في ماريوبول جريمة حرب كبرى. القصف العشوائي يدمر المدينة ويقتل الجميع"، مشددا على أن "روسيا ارتكبت جرائم حرب واسعة النطاق في ماريوبول.. ماريوبول تتعرض لتدمير ممنهج.. وروسيا خسرت أخلاقياً بانتهاك قانون الحرب". وقال بوريل إن وزراء خارجية الاتحاد سيبحثون فرض مزيد من العقوبات على روسيا بما في ذلك عقوبات على قطاعي الطاقة والنفط. من جهته، قال الكرملين، أمس، إن محادثات السلام بين موسكو وكييف لم تسفر عن أي انفراجة كبيرة بعد، ودعا الدول التي يمكنها التأثير على أوكرانيا إلى استخدام نفوذها، لكي تظهر كييف توجها أكثر إيجابية في المفاوضات. وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أنه لا يزال يتعين إحراز تقدم كبير في المحادثات حتى يكون هناك أساس لعقد اجتماع بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وحذر الكرملين دول الناتو من التدخل في أوكرانيا. إلى ذلك، أعلن البيت الأبيض، أمس، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيتوجه إلى وارسو، الجمعة المقبل، للقاء نظيره البولندي أندريه دودا، ومناقشة الغزو الروسي لأوكرانيا، كما سيتصل بقادة فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا. وقال البيت الأبيض في بيان، إن "الرئيس سيناقش كيفية استجابة الولاياتالمتحدة إلى جانب حلفائنا وشركائنا، للأزمة الإنسانية وأزمة حقوق الإنسان التي خلّفتها حرب روسيا على أوكرانيا".