قال الكرملين الاثنين إن محادثات السلام بين موسكو وكييف لم تسفر عن أي انفراجة كبيرة بعد ودعا الدول التي يمكنها التأثير على أوكرانيا إلى استخدام نفوذها لكي تظهر كييف توجها أكثر إيجابية في المفاوضات. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين في مكالمة هاتفية إنه لا يزال يتعين إحراز تقدم كبير في المحادثات حتى يكون هناك أساس لعقد اجتماع بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. كما حذر الكرملين الدول الأوروبية من تداعيات الحظر الأوروبي المحتمل لإمدادات النفط من روسيا، في الوقت الذي ينافش فيه وزراء الدفاع والخارجية الأوروبيين في بروكسل هذا الأمر. وقال المتحدث باسم الحكومة الروسية دمتري بيسكوف "مثل هذا الحظر سوف يكون له تأثير، كما سوف يؤثر بصورة خطيرة على سوق النفط العالمي بصورة عامة". وكانت الولاياتالمتحدة قد حظرت بالفعل واردات النفط الروسي. ونقلت وكالة انترفاكس الروسية عن بيسكوف القول "الأمريكييون سوف يكون شعورهم أفضل من الأوروبيين. الأوروبييون سوف يواجهون وقتا صعبا". ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاثنين مجددا ألمانيا، التي تعتمد بصورة كبيرة على الوقود الأحفوري الروسي، لمقاطعة الغاز الروسي والمنتجات الأخرى. وقال في رسالة مصورة "بدون التجارة معكم، بدون شركاتكم ومصارفكم، روسيا لن يكون لديها المال لهذه الحرب". وأرسلت روسيا عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا يوم 24 فبراير فيما وصفته بعملية خاصة لتقويض القدرات العسكرية لجارتها الجنوبية واستئصال من وصفتهم بالقوميين الخطرين. وتبدي القوات الأوكرانية مقاومة شديدة وفرض الغرب عقوبات ضخمة على موسكو في محاولة لإجبارها على سحب قواتها. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن أكثر من 80 شخصا قتلوا في هجوم روسي على منشأة تدريب في شمال غرب أوكرانيا. وأضافت الوزارة أن الهجوم الصاروخي استهدف موقعا في منطقة نوفا ليوبوميركا في إقليم روفنو. وفي واقعة منفصلة، قالت الوزارة إن أكثر من 60 جنديا أوكرانيا سلموا أنفسهم وتم أسرهم عندما تم السيطرة على قاعدة عسكرية أوكرانية في ضواحي كييف. ولم يتسن التأكد من أي من التقريرين بصورة مستقلة. من جهتها، وصفت أوكرانيا الاثنين الوضع في ماريوبول بأنه "صعب للغاية"، وقالت إنها غير قادرة على توفير ممر إنساني آمن جديد لإجلاء المدنيين من المدينة المحاصرة بعد أن تحدت الإنذار الروسي للاستسلام. وأمر الجيش الروسي الأوكرانيين في المدينة الواقعة جنوب شرق أوكرانيا بالاستسلام بحلول الساعة الخامسة صباحا (0300 بتوقيت جرينتش)، قائلا إن من يقوم بتنفيذ هذا الأمر سيسمح له بالمغادرة عبر ممرات آمنة. قالت إيرينا فيريشتشوك نائبة رئيس الوزراء الأوكراني "بالطبع نرفض هذه الاقتراحات". وقبل الحرب، كان نحو 400 ألف شخص يقطنون مدينة ماريوبول الساحلية الواقعة على بحر آزوف. وتخضع المدينة للحصار والقصف في ظل عدم توافر الطعام أو الدواء أو الكهرباء أو المياه العذبة منذ الأيام الأولى للغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير. وقالت فيريشتشوك إنه تم التوصل إلى اتفاق مع روسيا بشأن إنشاء ثمانية ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين من المدن المحاصرة، ولكن مدينة ماريوبول لم تكن ضمن تلك المدن. وتنفي روسيا استهداف المدنيين. وقالت فيريشتشوك إن الجهود المبذولة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى مدينة ماريوبول باءت بالفشل، مضيفةً "الوضع هناك صعب للغاية". وكانت أوكرانيا قد اتهمت القوات الروسية بقصف مبان من بينها مستشفيات وكذلك مسرح قالت إن أناسا كانوا يحتمون به الأسبوع الماضي. وتنفي روسيا استهداف المدنيين. وألقت وزارة الدفاع الروسية باللوم على "القوميين الأوكرانيين" في الوضع في ماريوبول. وقال زعيم انفصالي تدعمه روسيا في شرق أوكرانيا إن الأمر سيستغرق أكثر من أسبوع للسيطرة على ماريوبول. ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن دينيس بوشلين رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من جانب واحد "لست متفائلاً للغاية بإمكانية إنهاء الأمر في يومين أو ثلاثة أو حتى أسبوع. لسوء الحظ لن يحدث هذا، المدينة كبيرة". وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إن "المدافعين الأبطال" في المدينة ساعدوا في منع روسيا من الزحف على المدن الكبرى الأخرى وأنقذوا الكثير من الأرواح. وقال القنصل العام اليوناني في ماريوبول مانوليس أندرولاكيس الذي عاد إلى بلاده أمس الأحد بعد الفرار من الحصار "ما رأيته هناك...آمل ألا يراه أحد أبدا". وأضاف أن ماريوبول انضمت إلى قائمة المدن "التي دمرتها الحرب بالكامل"، شأنها شأن جرنيكا ولينينجراد وكذلك جروزني وحلب اللتين تعرضتا لقصف روسي في الماضي. ماريوبول انضمت إلى قائمة المدن «التي دمرتها الحرب بالكامل»