استعرضت في المقال السابق بعض عناصر بيئة العمل الناجحة والإيجابية ومحصلتها المثالية تحقيق كامل الأهداف الموضوعة ، وأختتم في هذا المقال بإيجاز العمل على إحداث تغييرات هامة ومفيدة في بيئة العمل عن طريق تطوير الأفكار الإبداعية التي من المستحيل أن تتحقق دون توفير بيئة عمل مريحة للموظفين، وإعطائهم الوقت المناسب للراحة وتخفيف التوتر لتأثيره السلبي على مستويات التحفيز في بيئة العمل. هنا تأتي ضرورة الحاجة إلى التنوع في بيئة العمل لتعزيز أفكار ووجهات نظر مختلفة على انتاج أفكار عبقرية حيث أن عدم تواجد تنوع في الموظفين وطرق تفكيرهم لن يفسح المجال لتطوير القدرات الإبداعية في بيئة العمل نظرا لأن الاختلاف في وجهات النظر يعد من الأساسيات في بيئة العمل لأنها تشجع على تنوع الأفكار الإبداعية الابتكارية ، ولتحقيق الأهداف فإن الطريقة الفعالة لخلق بيئة عمل إبداعية هي إثارة وشحذ الطاقات والقدرات الإبداعية ونتيجة لذلك فإن قدرة بيئة العمل على الابتكار ضرورة حتمية لنجاح المؤسسة أو القطاع وبقاء الموظفين في الإطار الصحيح لمواكبة الأفكار الجديدة. ومن الضروري أن يشعر الموظفون بالأمان عند التعبير عن أفكارهم، ولا بد أن يشعر المديرون بدورهم بالأمان عند قبول الأفكار الجيدة غير المألوفة، لا سيما إذا كانت تلك الأفكار تختلف عن أفكارهم ، فلا بد أن تسود مشاعر الأمان التي تدعم بيئة العمل وتوفر الشعور بكون الأفكار مرحبا بها حتى إذا تعارضت مع الافتراضات الحالية ، فالأمان لدى كل من المديرين والموظفين هو نتيجة ثانوية للتمتع بحياة مرضية على كل المستويات، ويتطلب هذا الأمان التمتع بقواعد معرفية ومهاراتية محدثة من أجل النجاح في مواجهة التحديات والاضطلاع بالمسئوليات ، وأن المؤسسات التي لا تستطيع التفاعل مع الأفراد بوصفهم بشرا متعددي الحاجات ستتعثر، وستقل مستويات الإبداع لديها مقارنة بالشركات الأكثر قدرة على مساعدة الأفراد على النجاح في تحقيق أهدافهم ، وتلك المتعلقة بالتوازن بين العمل والحياة ، فتقديم حلول إبداعية للمشكلات يتطلب تفكيرا صافيا. خلاصة القول إن سياسات بيئة العمل الناجحة تتطلب تفكيرا إبداعيا وهو يحدث داخل أدمغتنا، وأدمغتنا تحتاج مثلها مثل قلوبنا إلى شرايين مفتوحة تنقل دماءا جديدة ، وأوكسجينا نقيا ، وتساعدنا الحياة المتوازنة التي تتيح لنا وقتا للعب وممارسة الرياضة على الحفاظ على صحة هذه الشرايين، فاللعب والهوايات يثيران الخيال، وهو ما يؤدي في النهاية إلى تحفيز التفكير الإبداعي ومن ثم تحقيق الأهداف وزيادة الإنتاجية والشعور بالرضا والأمان.