يمكننا في البداية أن نعرف سياسات بيئة العمل بأنها التفاعلات البشرية التي تتعلق بالقدرة على أداء العمل وتحقيق التوازن بين وجهات النظر المتنوعة ويطلق عليها ايضاً سياسة المكتب والسياسة التنظيمية، ويزداد الارتباط الوظيفي بشعور الموظفين أنهم غير مُساقين وأنهم بدرجة أكبر صانعو التغيير وأنهم يمتلكون مهارات فريدة من نوعها ويوظفونها في العمل، وكلما حددت النقاط القوية لأعضاء فريق العمل والأهداف المرجوة، زادت كفاءة الموظفين والثقة التي يتمتعون بها، ومن خلال حديثنا عن سياسات بيئة العمل لابد من تعريف بيئة العمل أنها البيئة التي تتضمّن كافة الأبعاد المُحيطة بجهة العمل، وتمتلك القدرة على التأثير على أنشطتها ، ولا توجد ضرورة لارتباطها مع أيّ عناصر داخل الجهة، ومن الأمثلة على هذا النوع من بيئات العمل الطبيعيّة والتي يمكن أن تؤثر في كافة الأنشطة: المناخ والطبيعة، والبيئة الاقتصاديّة كأنظمة الاقتصاد، والبيئة التكنولوجيّة مثل التطور والمعرفة، والبيئة الاجتماعيّة مثل الطبقات والأدوار الاجتماعيّة، والبيئة الثقافيّة مثل العادات والتقاليد السائدة في المجتمع ؛ لذلك تُعدّ بيئة العمل الناجحة هي تلك التي تعمل من خلالها كافة الجهات الحكومية ، والمُؤسّسات والشركات الخاصة ، سواء أكانت خدميّة أم صناعيّة أم إنتاجيّة أم تجاريّة على تحقيق الأهداف الموضوعة بكل دقة، كما تشمل هذه البيئة أيضا كافة مكوّنات المجتمع لأن بيئة العمل الإيجابية هي العنصر الأساسي لإحساس الموظفين بالراحة والاستقرار والترابط، وأداء الواجبات بكفاءة عالية، فالتعاون وبث الروح الإيجابية تجعلهم أكثر ترابطا وكأنهم عائلة واحدة، وقد تتطور العلاقة فيما بينهم لصداقات محببة وصادقة، ويكون الإنجاز في هذه الحال بحب وشغف، لأن بيئة العمل محفزة ، وهناك أيضا كثير من الحالات التي تمر علينا في بيئة العمل منها ما هو سلبي ومنها ما هو إيجابي ، وخلاصة خبرتنا أن العلاقات في العمل من الممكن أن تكون في أوج نجاحها إن كانت جميعها إيجابية، وهذا يجعل بيئة العمل تفاؤلية ، وبعيدة عن الأفكار السلبية مما يعني توقع النتائج الأفضل دوما حيث يعتبر التفكير بإيجابيّة أهمّ خطوة للوصول إلى النجاح وتحقيق الأهداف المرجوة ، وكذلك فإن مواصلة التعلّم هي واحدة من أهم الاستراتيجيّات للحفاظ على الإيجابيّة في العمل، وتعين الشخص على أن يبقى مواكباً للتطوّرات من حوله، كما أنها تجعله يشعر بالثقة وتقدير النفس بشكل أكبر، ويمكنه التعلّم ذاتياً أو عن طريق الاستعانة بالزملاء والمدراء في العمل الذين يحملون خبرات أكبر وأشمل وهذا ما يعني جعل العقل أكثر انفتاحاً، ويعين على اكتساب المهارات المختلفة بشكل سريع وناجح، ومحصلة كل ذلك بيئة عمل مثالية ، وسأستكمل في المقال القادم بمشيئة الله بعض الجوانب الجوهرية عن سياسات بيئة العمل.