أكدت بعثه الأممالمتحده لدعم المرحلة الانتقالية بالسودان أن المشاورات التي تجريها بشأن العملية السياسية في السودان منذ إطلاقها في 8 يناير، دأبت على إشراك مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة السودانيين، بما في ذلك المجتمع المدني والمجموعات النسائية وممثلو بعض لجان المقاومة الأكاديميون والمحامون، وكذلك ممثلو اللجنة المركزية لقوى الحرية والتغيير والحزب الشيوعي السوداني وحزب المؤتمر السوداني وتجمع المهنيين السودانيين وبعض الموقعين على اتفاق جويا للسلام. وأشارت البعثة في بيان صادر عنها أمس (الاثنين)، إلى أن هذه المشاورات تهدف إلى فهم وجهات النظر والمواقف المختلفة بشأن كيفية المضي قدمًا لتخطي الجمود السياسي الحالي والوصول الى الديمقراطية والسلام. وقالت: إن المشاركين في المشاورات طرحوا الكثير من الاقتراحات العملية لدفع الأمور قدمًا, وناقشوا في الوقت نفسه نطاق العملية ومعاييرها، بما في ذلك القضايا ذات الأولوية التي تتطلب معالجة فورية. وقد رحب جميع المشاركين بدور الأممالمتحدة في تيسير المشاورات، مشيرين إلى أن توقيتها حاسم؛ نظرًا إلى ضرورة التوصل إلى حل عاجل للأزمة الراهنة، موضحة أنه خلال الاجتماعات دعا أصحاب المصلحة السودانيون "اليونيتامس" إلى توسيع نطاق المشاورات خارج الخرطوم وتنظيم جلسات مع أصحاب المصلحة في جميع الولايات. وبينما تستمر المساعي الدولية لحل الأزمة السياسية في السودان، ينتظر أن يصل إلى الخرطوم غدا وفد أمريكي رفيع يتضمن مساعدة وزير الخارجية للشؤون الإفريقية مولي فيي، والمبعوث الأمريكي للقرن الإفريقي ديفيد ساترفيلد. وقال بيان صادر عن الخارجية الأمريكية، إن الزيارة تهدف إلى دعم مبادرة البعثة الأممية في السودان "يونيتامس" في وساطتها لحل الأزمة بين المكونين العسكري والمدني، موضحا أن الوفد الأمريكي سيلتقي ناشطي المجتمع المدني والقادة العسكريين وشخصيات سياسية. وتأتي هذه الزيارة في إطار الجهود الدبلوماسية الدولية الحثيثة التي تشهدها العاصمة الخرطوم لحل الأزمة السياسية في البلاد. ويعيش السودان منذ 25 أكتوبر الماضي، على وقع أزمة سياسية، تفاقمت مع استقالة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، واستمرار رفض بعض المجموعات المدنية، أبرزها تجمع المهنيين للإجراءات الاستثنائية التي فرضها الجيش في ذلك التاريخ معلنا حل الحكومة، بينما تستمر بعض الاحتجاجات الرافضة لمشاركة المكون العسكري في الحكم حتى خلال الفترة الانتقالية، على الرغم من تأكيد البرهان مرارا أن القوات المسلحة لن يكون لها أي دور سياسي بعد إجراء الانتخابات في البلاد العام المقبل. وأطلقت قوات الأمن السودانية، أمس، الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين بمحيط شارع القصر في الخرطوم، مع اندلاع احتجاجات جديدة تطالب بإعادة المدنيين إلى السلطة واستكمال الانتقال الديموقراطي الذي بدأ عام 2019.