أثارت إحدى الأخوات عبر حسابها في تويتر، موضوع العالم الافتراضي "السوشال ميديا" واختلافه عن الواقع، هذا الموضوع لفت انتباهي لكثير من القصص التي أعرفها عن أشخاص أراهم في "السوشال ميديا " بصورة تناقض تمامًا ما هم عليه في الواقع، إن العالم الافتراضي يختلف كثيرًا عن العالم الواقعي الذي فيه تحديات، وتجارب، ومواقف، ليست تغريدة تُنشر قصًا ولصقًا، وقد قيل في المثل الشعبي قديما: "الميدان يا حميدان". إن ما يحدث لنا في الواقع يعرّينا من قميص "السوشال ميديا" عندئذٍ نظهر على حقيقتنا. تقول إحداهن: عندما أرى منشورات زوجي في مواقع التواصل الاجتماعي وروعتها ومثاليتها، أتمنى أن أكون زوجته، لأنه مختلف تمامًا عن الشخصية التي أراها في المنزل. هناك في العالم الافتراضي من يتابعه ملايين الأصدقاء، لكنه في الواقع وحيد لا يجد من يسمع له، يُفرّغ ما بداخله من خلال التغريدات يوميًّا!! ويُعمل له ريتويت بالألف، لكنه في الحقيقة "يصرخ"، ولم يشعر أن أحدًا يسمعه أو يفهمه. أحيانًا يجعلنا العالم الافتراضي أو مواقع "القناع الاجتماعي"، نحلم لدرجة أننا نكره الواقع أو لا نستطيع العيش فيه، وأتذكر مقولة نزار قباني: "قبل النوم ألبس أجمل ما عندك، تعطّر ورتّب غرفتك، فبعض الذين يأتون في الحلم يستحقّون حفاوة أكثر من الذين يأتون في الواقع". فاصلة: إن أصعب وأقسى شعور عندما يعيش الإنسان في غربة عن نفسه، متخفيًا خلف حساب وهمي أو تغريدات مثالية، يهرب بها من واقعه، حقيقة أحيانًا لا نستطيع تغيير الظروف أو البيئة المحيطة بنا، لكن نستطيع إضعاف تأثيرها علينا، عندما نتحمل مسؤولية حياتنا وننزع قناع دور الضحية.