“الصورة تغني عن ألف كلمة، لكن الشير واللايك لا يغنيان عن الفعل” هكذا علقت الملكة رانيا العبدالله على دور وسائل التواصل الاجتماعي في الحشد للقضايا الإنسانية. الملكة رانيا التي حصدت جائزة شخصية العام لقمة رواد التواصل الاجتماعي العرب في دورتها الثالثة أمس في الإمارات قالت : “على مر السنين؛ رأينا كيف استطاع كثيرون حشد الدعم لقضايا إنسانية من خلال السوشال ميديا، وغيروا حياة الكثيرين”. وكان الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم سلم الملكة رانيا العبد الله الجائزة أمس بحضور نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم. وتحظى الملكة رانيا بشعبية كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي وتعد من الشخصيات العربية المؤثرة عبر السوشيال ميديا. وخلال كلمتها الرئيسية في الجلسة الافتتاحية لقمة رواد التواصل الاجتماعي استعرضت الملكة رانيا العبدالله رحلتها عبر السوشال ميديا مقدمة خبرتها وما تعلمته خلال هذه الرحلة، مؤكدة أن قيم الإنسان وأخلاقه تملي عليه نهجه في التعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي. وقالت الملكة رانيا إن :” كل إنسان يسعى لمحبة وإعجاب الآخرين؛ لكن قيمنا تملي علينا أحيانا أن نغرد خارج السرب، حتى وإن كان على حساب شعبيتنا… لأن الشهرة والأرقام هي دليل الانتشار لكن التأثير الحقيقي يأتي بفعل ما يمليه علينا ضميرنا”. وتطرقت الملكة رانيا إلى الشوائب التي أصابت شبكات التواصل الاجتماعي والتي تحولت في حالات كثيرة إلى ساحات للنزال الفكري وليس للتواصل الحضاري القائم على الاستماع إلى الآخر والرغبة في إقامة حوار بناء، مؤكدة أن الحلول لكل التحديات يجب أن تنبع من داخل الإنسان. وقالت: “حققت لنا السوشال ميديا كثيراً مما تأملناه منها، لكن للأسف تمكنا نحن من نقل حواجزنا إلى العالم وأصبحنا نسمع لا لنتواصل بل لنرد، ونتكتل وننعزل مع كل ما يشبهنا ويدعم قناعاتنا الشخصية… في بعض الأحيان -وأنا أعد من أول مناصري هذا الفضاء- تمنيت من كثرة السلبية… لو لم يكن. تأملنا أن تغير السوشال ميديا حالنا؛ إلا أن الحلول يجب أن تأتي منا والتغيير يجب أن يبدأ من داخلنا”. وطرحت الملكة رانيا العبدالله تساؤلاً حول انتشار الشائعات على حساب الحقائق عبر شبكات التواصل، وهل يمكن أن تنسحب مسؤولية انتشارها على الوسيلة أم المستخدم. وقالت الملكة رانيا : في العالم الافتراضي نرى مكانة الحقيقة تتراجع أمام سخونة الخطاب العاطفي والإشاعات المثيرة…هل نلوم الأداة، ونعفي أنفسنا – كمستخدمين ومؤثرين – من المسؤولية؟ … للحقيقة علينا حق: أن نجدها، وننشرها. قد لا تكون هي الأكثر جاذبية وألقاً، لكن ليس كل ما يبرق ذهبا. فلنسعى أن تكون للحقائق الكلمة الأخيرة.”