بينما يتصاعد التوتر في العاصمة السودانية الخرطوم مع توسع "اعتصام القصر"، وإقدام محتجون على اقتحام مبنى وزارة الإعلام، ووكالة الأنباء الرسمية "سونا"، تمكنت قوات الشرطة من فتح جسر الملك نمر الرابط بين مدينتي الخرطوم وبحري، مستخدمة الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين، وسط مطالبات بحسم تفلتات فلول الإخوان الموالين للرئيس المخلوع عمر البشير لمنع جر البلاد للفوضى، في وقت تعهد رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، عبد الفتاح البرهان، بحماية التحول الديمقراطي، وأهمية توسيع الحكومة السودانية لتشمل كافة أطياف الشعب. وأكد البرهان حرص القوات المسلحة على حماية الانتقال وصولا لمرحلة الانتخابات والتحول الديمقراطي، وجدد التأكيد على عدم السماح بأي محاولة انقلابية من أي جهة تعرقل عملية الانتقال الديمقراطي. وأشار البرهان خلال لقائه المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الإفريقي، جيفري فيلتمان، إلى ضرورة عودة البلاد لمنصة التأسيس والاحتكام للوثيقة الدستورية واتفاق جوبا للسلام، مؤكدا أهمية توسيع المشاركة السياسية لكل القوى الوطنية ما عدا المؤتمر الوطني، مشيدا خلال اللقاء الذي حضره نائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، بالموقف الأمريكي الداعم للانتقال الديمقراطي في السودان وعملية السلام. من جهته، طالب المبعوث الأمريكي رئيس مجلس السيادة ورئيس الوزراء، بالعمل معا من أجل العبور بالمرحلة الانتقالية نحو غاياتها، داعيا إلى عدم إقصاء أي طرف من أطراف العملية السياسية في البلاد. وقال فيلتمان إن "التباينات في مواقف القوى السياسية وراء تأخير تشكيل المجلس التشريعي والمحكمة الدستورية ومفوضية الانتخابات وهياكل العدالة الانتقالية ومجلس القضاء العالي"، موضحا أنه "لن يتم الانتقال بصورة آمنة بدون إقامة هذه المؤسسات". إلى ذلك، قطع عضو المجلس القيادي في قوى الحرية والتغيير ياسر عرمان، بتجديد الثقة في الحكومة ورئيسها عبدالله حمدوك، معتبرا أن الأزمة الحالية مصنوعة من قبل فلول الإخوان على شكل انقلاب زاحف، في وقت يغلق محتجون منذ نحو شهر مرفأ بورتسودان الرئيسي في شرق البلاد وينفذ مئات المحتجين الآخرين اعتصاماً منذ أسبوع قرب القصر الرئاسي، للمطالبة بتشكيل حكومة جديدة بعد حل الحالية، في وقت نددت وزارة الإعلام باقتحام مقرها من قبل محتجين، مؤكدة أمس، أن التحريض على الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون من قبل فلول النظام السابق وآخرين يتزايد، داعية لوقف تلك التصرفات المتفلتة، وحثت الأجهزة الأمنية على القيام بدورها في حماية المقرات والمؤسسات الحكومية، كما اعتبرت أن تلك الأحداث تعد استهدافا واضحا من قبل بعض المجموعات التي تسعى لتعطيل عمل مؤسسات الدولة. وبالتزامن، شهد محيط سجن كوبر في الخرطوم، حيث يقبع الرئيس المعزول عمر البشير، إجراءات أمنية مكثفة، وتعزيزات عسكرية، فيما عمدت القوى الأمنية، بحسب ما أفادت وسائل إعلام محلية إلى توسيع دائرة إغلاق محيط القيادة، ونشر عدد من الجنود.