شهدت الساحة اللبنانية تحركات أمريكية – بريطانية للوقوف على الحلول الممكنة للأزمة السياسية التي طال أمدها بسبب عرقلة "حزب الله" وحلفائه لتشكيل حكومة الإنقاذ، إذ أكدت الرئاسة اللبنانية أن وفدا من الكونغرس الأمريكي أكد للرئيس ميشال عون الالتزام بالوقوف إلى جانب اللبنانيين عموما ودعم الجيش خصوصاً لتجاوز الأزمة الحالية، مبينة أن الوفد التقى رئيس الجمهورية أمس (الأربعاء)، للتباحث حول الراهن السياسي. وعرض عون على وفد لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأمريكي برئاسة السيناتور كريس مورفي، وبحضور السفيرة الأمريكية في بيروت، ملف الأوضاع في لبنان وتوجهات المرحلة المقبلة، مشيراً إلى أن هناك تقدماً على صعيد تشكيل الحكومة، مؤكداً للكونغرس أن الانتخابات النيابية ستجرى في موعدها في ربيع 2022، بالمقابل أشار سفير بريطانيا لدى بيروت أيان كولارد إلى أن " أزمة لبنان استثنائية ونتيجة عقود من الفشل وعجز السياسيين"، موضحا أن "الحاجة للإصلاح في لبنان عاجلة والعمل السياسي مطلوب فورا. وقال رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي، إن هناك عقبات كبيرة على الطريق، في إشارة إلى عرقلة تحالف "عون – حزب الله" المدعوم من إيران، لتشكيل الحكومة التي كلف بتأليفها، ولا يزال ينتظر إزالة العقبات وتخطي التحديات الماثلة أمامه ليعلن حكومته للبنانين. والتقى ميقاتي، أمس، وفد لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي وقدم لهم شرحا وافيا عن الموقف السياسي بالبلاد. وتبقى التدخلات الإيرانية في الشأن الداخلي اللبناني حاضرة، عبر أزمة الوقود، وهو ما وجد انتقادات حادة من مسؤولين معارضين لسياسية حزب الله التي تقود لبنان إلى عزلة اقتصادية بسبب العقوبات الأمريكية عقب التعامل مع طهران والاستفادة من شحناتها النفطية. وقال وزير الطاقة اللبناني في حكومة تصريف الأعمال، ريمون غجر، أمس، إنه لم يتلق طلباً لاستيراد وقود إيراني، موضحاً لدى سؤاله عما إذا كانت سفن وقود إيرانية قد حصلت على إذن بنقل الوقود إلى لبنان، أنه ليس لديه معلومات، ما يشير بوضوح إلى أن إيران وحزب الله يتلاعبان بالاقتصاد اللبناني ويعرضان البلاد لخطر العقوبات الأمريكية – الأوروبية. وكان حسن نصرالله، زعيم حزب الله المدعوم إيرانيا، كرر أكثر من مرة خلال الأيام الماضية أن سفنا محملة بالوقود والمازوت انطلقت من إيران على أن تصل إلى لبنان قريباً، في حين انتقد أكثر من مسؤول حالي وسابق تلك التصريحات، معتبراً أنها تورط البلاد وتدخله في دوامة العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران، والتي لا قدرة له بظل الوضع الاقتصادي الحالي على تحملها، لا من قريب ولا من بعيد. ويعاني لبنان منذ أشهر نقصا حادا في الوقود أثر على عمل عدة قطاعات حيوية، فيما نشط تجار السوق السوداء والمهربون على مستوى واسع في كل أنحاء البلاد، طمعا ببيعها بأسعار أعلى بكثير من السعر الرسمي، أو تهريبها إلى سوريا.