بينما تستمر عرقلة تشكيل الحكومة اللبنانية من قبل "حزب الله" وحلفائه، أعادت حادثة اغتيال المصور جو بجاني في بلدة الكحالة المخاوف الأمنية لدى المواطنين من حدوث إنفلات أمني كامل عن طريق وكلاء إيران، الذين يريدون إخفاء جريمة تفجير المرفأ بشتى السبل، ما يدفعهم لاغتيال من لديهم أدلة تثبت تورطهم في الحادثة مثل بجاني الذي يعمل مصورًا متطوعا في الجيش وفقا لمصادر لبنانية، بينت أنه شارك في التحقيق مع أمريكيين وفرنسيين في انفجار المرفأ ولديه أدلة مصورة. ويرى الباحث السياسي براء هرموش، أن حادثة اغتيال المصور جو بجاني أمام طفلتيه في بلدة الكحالة بسلاح مجهولين، أكدت أن الفوضى الأمنية والاجتماعية تلوح بالأفق كما كان متوقعاً وحذرت منها عدة أطراف بسبب السلاح المتفلت في يد مليشيات حزب الله، والهيمنة الإيرانية لتضاف هذه الجريمة إلى سلسلة من الجرائم التي تستهدف كل من يحاول كشف مخططات "حزب الله" الإرهابية. ويرى هرموش، أن المعضلة الأساسية هي لبنان والتي تمنع تشكل الحكومة اللبنانية تتمثل في تمسك عون وحلفائه ب"الثلث" المعطل وبتسمية وزرائه ضاربًا بعرض الحائط كل بنود المبادرة الفرنسية وما جرى التوافق عليه بقصر الصنوبر، لافتاً إلى أن الأوضاع في لبنان قد تبقى في حالة جمود إلى حين الانتخابات الإيرانية يونيو القادم. وعلى الرغم من الاجتماعات المستمرة بين الرئيس اللبناني ميشال عون، والرئيس المكلف بتشكل الحكومة سعد الحريري، والتي وصلت إلى 12 لقاءً آخرها أمس بوساطة البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، إلا أن محاولات إذابة الجليد الذي يعترض طريق تأليف الحكومة تبدو غير مجدية، في ظل تعنت "حزب الله" المدعوم من إيران وحلفاؤه، والمحاصصة التي ينتهجها عون لإرضاء صهره باسيل. وأكد مسؤولون وسياسيون لبنانيون ل"البلاد"، أن عون يهدف من وراء عرقلة ولادة الحكومة الجديدة، إلى كسب مزيد من الوقت إلى حين تولي جو بايدن مقاليد الحكم في أمريكا، ليتوسط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عنده لرفع العقوبات الأمريكية المفروضة على رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وتمكينه بالتالي من العودة للواجهة من جديد، فضلا عن رغبة إيران انتظار وضوح السياسة الأمريكية تجاهها لتمكين "حزب الله" من فرض تشكيلة حكومية مناسبة لهم، وإن كانت مطعمة ببعض الوجوه المستقلة، وهذا ما يصعب تحقيقه لأن السياسة الأمريكية تجاه "حزب الله" لن تتغير. وقال المحامي والناشط السياسي جوي لحود، إن استمرار عرقلة ولادة الحكومة يعود لسببين رئيسيين أحدهما داخلي يعود إلى شهية الأحزاب والكتل المفتوحة لالتهام الحصص الحكومية، والآخر خارجي في ظل بقاء لبنان ورقة في يد إيران التي تنتظر ما ستفعله إدارة بايدن تجاهها ووكلائها بالمنطقة، ما يجعل طهران تعرقل عبر حزب الله وأعوانه ولادة الحكومة، مشيرا إلى أن الحريري لن ينجح في تشكيل حكومة في ظل إصرار حزب الله على حقائب بعينها. بدوره قال الوزير اللبناني السابق الدكتور ايلي ماروني، إن دقائق الأمور وتفاصيلها لا توحي بأن شيئا جديدا سيحدث في شأن الحكومة المنتظرة، خاصة في ظل إصرار عون وباسيل على نيل الثلث المعطل في الحكومة، وعدم مبادرة المعنيين بمعالجة الأزمات المتراكمة.