أكد خبراء واقتصاديون في المملكة وعمان ، أهمية نتائج القمة السعودية العمانية بتوجيه الجهات المعنية للإسراع في افتتاح الطريق البري المباشر والمنفذ الحدودي ، لتيسير تنقّل مواطني البلدين وتكامل سلاسل الإمداد في سبيل تحقيق التكامل الاقتصادي المنشود بين البلدين الشقيقين. وقال الخبير الاقتصادي السعودي الدكتور علي الحازمي إن هذا الطريق الاستراتيجي مهم لزيادة العلاقات والتبادل التجاري بين البلدين كونه يختصر 50% من الطريق السابق ( والذي يمتد أكثر من 1600 كيلومتر) والان الطريق الجديد تقريبا 800 كيلومتر، لافتا إلى أن الخط الجديد سيفتح آفاق اقتصادية جديدة مع هذه الدول ويسهم في زيادة التبادل التجاري. في السياق اعتبر وكيل وزارة النقل العماني المهندس سالم النعيمي هذا الطريق يعد من الطرق الدولية الرابطة ، وسيكون له دور كبير في حركة التنقل مابين البلدين وزيادة النشاط الاقتصادي والسياحي بالاضافة إلى رفع مستوى التبادل التجاري وتعزيز الجانب اللوجستي والذي بدورة سيشجع المستثمرين في البلدين على توسعت أنشطتهم التجارية والمتعلقة بالاستيراد والتصدير وجوانب استثمارية أخرى. مصالح البلدين والمنطقة في السياق قالت لجينة محسن حيدر درويش عضو مجلس الدولة ، إن الطريق سيسهم كثيرا في رفد الحركة التجارية بين البلدين وتيسير حركة الأفراد والتجارة بين البلدين الشقيقين ، وسيكون بوابة عبور لكثير من الاستثمارات العمانية السعودية مستقبلاً . كما نوهت إلى أن شبكة الطرق وربطها بدول مجلس التعاون سيخلق الكثير من الفرص التجارية والإقتصادية مما سيساهم في تسهيل التبادل التجاري وسيعزز من استفادة كلا البلدين ودول الخليج من إمكانية كل دولة وهذا يتأتى دائما مع شبكات الطرق وغيرها التي تسهل عملية نقل البضائع والمنتجات . من جهته أكد خلفان الطوقي محلل اقتصادي عماني ، أن جميع المؤشرات التجارية تبشر بنمو ملحوظ في التبادل التجاري بين المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، حيث أن التبادل التجاري هو حوالي 10 مليارات ريال سعودي في عام 2020م، والمؤشرات باتت قوية لرفع حجم التبادل التجاري في قادم الأيام، خاصة مع رجوع الأسواق إلى التعافي التدريجي، مؤكدا أن المؤشر الأهم هو ترقب المؤسسات التجارية والأفراد لافتتاح الطريق والمعبر الحدودي البري بين المملكة وسلطنة عمان ، مما يشجع التجار الجدد لدخول مجال الاستثمار المباشر في التصنيع او الاستيراد والتصدير، وبالتالي مضاعفة التجارة البينية بين البلدين، خاصة هذا المعبر المباشر سوف يختصر المسافة، مما يعني تقليل كلفة نقل البضائع وَسرعتها وكذلك تشجيع السياحة البينية. من جهته أكد الدكتور علي عثمان مليباري رئيس مجلس إدارة شعبة تخطيط النقل والسلامة المرورية بالجمعية السعودية لعلوم العمران ، المدير التنفيذي للجمعية السعودية للهندسة المدنية، أن الطريق البري سيكون له الأثر الكبير في تعزيز منافذ التواصل البري المباشر، ويزيد من حركة الانتقال مما يزيد من عمق العلاقة ومتانتها، ويمنح أبناء المملكة وإخوانهم في السلطنة القدرة على التلاقي والانصهار وتبادل المنافع بشكل عفوي وسريع وفاعل. وقال إن هذا الطريق يشكِّل علامة فارقة بما يتيحه من قدرة على تسهيل حركة التبادلات التجارية بين الدولتين ، وأثره أيضًا في مجال السياحة آخذين في الاعتبار توجه المملكة نحو تنويع مصادر الدخل وفق رؤية 2030، ، كما ستكون الفرصة الاقتصادية مواتية لرجال الأعمال لإعمار كل القرى والمحطات على طول الطريق، لبث روح الحياة في قلب الصحراء وإحالة هذه الرمال الممتدة إلى أرض مفعمة بالحياة والخير المتبادل وفرص العمل لقطاع الشباب من الجنسين في البلدين معًا ، مؤكدا أن هذا الطريق سيكون جسرًا ومعبرًا لحركة الاستيراد وتصدير المواد الغذائية بين البلدين بسهولة ويسر، بما يزيد من حجم التبادل التجاري والاستثمار بينهما وهو نافذة خير، وشريان حياة في جسد الصحراء، يمتد بالخير والعطاء والنماء بين المملكة والسلطنة.