بعيداً عن صدور قرار زيادة أندية دوري كأس الأمير محمد بن سلمان من عدمه. أرى أن قرار الزيادة إلى 20 ناديا قرار استراتيجي ومهم جداً ويخدم كرة القدم في منافستنا وبشكل كبير جداً؛ سواء من الناحية الفنية أو الناحية الاقتصادية، فالتنافسية والإثارة والمتعة التي شهدها دورينا مؤخراً جعلت أمر زيادة عدد المباريات إلى أكثرمن 30 لقاء لكل ناد ضروري جداً لإشباع ذائقة المتابعين، والشاهد في ذلك الجولات الأخيرة من موسمنا المنتهى، فالكثير كان يتمنى زيادة عدد اللقاءات للاستمتاع بالتنافسية والمتعة الكروية أكثر وأكثر رغم طول الموسم بسبب جائحة "كورونا"، وكذلك الزيادة ستكون أرضا خصبة لإبراز نجوم يخدمون المنتخبات السعودية، فزيادة اللقاءات سيجبر المدربين على تغيير المنهجية في مشاركة اللاعبين وعدم الاعتماد فقط على مجموعة معينة، وهي فرصة حقيقية لمشاركة أكبر عدد من اللاعبين من القائمة، وزيادة طردية في عدد مشاركة اللاعبين بالدقائق في اللقاءات الرسمية، فلك أن تتخيل أن هناك لاعبين في قائمة كثير من الفرق لم يشاركوا ولا لثوان في لقاء رسمي. وأيضا مشاركة أكبر عدد من أندية وطننا في المناطق المختلفة، الأمر الذي يساهم وبشكل كبير في تسليط الضوء على هذه المناطق ونجومها. أما من الناحية الاقتصادية، فلا أحد يشكك لبرهة أن كرة القدم شريك مهم في عملية التطور الاستثماري، على أرض الواقع عامة. أما في الخصوص وتحديداً داخل الأندية فحجم المبالغ التي تدفع للاعبين لا يتوازى مع قيمة مشاركتهم مع الفرق وهذا يرهق الأندية مالياً إذا ما قابله فعليا زيادة في المداخيل، الذي لن يتحقق إلا بزيادة اللقاءات؛ سواء كانت هذه المداخيل من الحضور الجماهيري أو من الشراكات الاستراتيجية، أو الإعلانات والنقل التلفزيوني؛ لزيادة نسب المشاهدة عن السابق، وهو أمر محفز إلى حد كبير للتوازن المالي. نعم نعلم أن الأمر قد يكون فيه بعض الصعوبات على صناع القرار لعدة اعتبارات، ولكن إذا وضعنا في الحسبان فخامة المسمى وارتفاع القيمة السوقية ونسبة المتابعين على المستوى العربي، وحتى الآسيوي فقد أصبح دورينا هو الأفضل عربيا وآسيويا بل ومصنف ضمن أقوى الدوريات العالمية. لذلك يجب إعادة النظر كثيراً في مسألة البقاء على نفس العدد والتفكير بجدية متناهية في الزيادة. أعي تماما أن لا مستحيل في قاموس الأمير الشغوف وزير الرياضة، وأعي تماما أن مصلحة الرياضة السعودية أهم أولوياته، وأعي تماماً أنه لن يدخر جهداً في عملية التطوير، وأعي تماماً أنه سيجعل الصعب سهلاً لتحقيق التطلعات والطموحات. فافعلها يا الشغوف.