يسعى نظام طهران بشتى الطرق للحفاظ على ما تبقى من شرعيته المعرضة للانهيار بين الإيرانيين من خلال حث المواطنين على الذهاب إلى صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية المقررة في 18 من يونية ، لكنه يصطدم بالشارع في الداخل والخارج في ظل اتساع رقعة الغضب على السلطات الحاكمة بسبب سوء الأوضاع المعيشية والاقتصادية وفشل السلطات في الحد من تفشي جائحة فيروس كورونا الذي زاد من حجم المعاناة ورفع معدلات البطالة والفقر. وشهدت العاصمة النمساوية فيينا على مدار يومي الجمعة والسبت، مظاهرات احتجاجية ضد النظام الإيراني لما يمارسه من عمليات قمع للمعارضة ، وخاصة قبل الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 18 يونيو المقبل. وطالب المتظاهرون الإيرانيون بمحاسبة نظام الملالي على جرائم الاحتيال والخداع النووي، فضلاً عن انتهاكاته لحقوق الإنسان على نطاق واسع في إيران، محذرين، من تقديم أي تنازلات للنظام، شددوا على ضرورة كشف كل الجوانب الخفية لبرنامج الملالي النووي. وعبر الإيرانيون في المسيرة الاحتجاجية أيضاً عن رفضهم واحتجاجهم على عملية التزوير المفضوحة في مسرحية انتخابات الملالي وأعربوا عن غضبهم من هذه المسرحية، ووصفوها بأنها إهانة للشعب الإيراني. وردد إيرانيون هتافات خلال التظاهرة شعارات هي : لا للجلاد ولا لقوات حرس الملالي، صوتنا للإطاحة بنظام الملالي ومقاطعة الانتخابات. من جانبه، وصف زعيم حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز، الدكتور ميثاق عبد الله، الانتخابات الرئاسة الإيرانية التي ستجرى في 18 يونيو المقبل، بأنها مجرد "زوبعة إعلامية". تهدف لتجميل صورة نظام الملالي المنهار والقابض على سدة الحكم. وقال في تصريحات خاصة ل"البلاد" من العاصمة الاسترالية "كانبرا"، إن الانتخابات الإيرانية وأن غيرت وجوه الرؤساء، فإنها بمثابة "ضحك على الشعب"، لكونها لن تغير شيئاً، فالوظائف الحكومية توزع عبر مافيا توظيف، ويشكل الفاسدون شبكة قوية يقودها عناصر من السلطة الإيرانية. وأكد أن الشعب الأحوازي يقاطع الانتخابات الإيرانية منذ عقود. ولم ولن يشارك في الانتخابات الايرانية الهزلية،. حيث أن الشعب الأحوازي مؤمن بتحرير الاحواز من السطوة الفارسية المحتلة لأرضه منذ عام 1925م. وأشار إلى أن حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز وقوى الثورة الأحوازية غير معنيين بالانتخابات الإيرانية وتعتبر البرلمان الإيراني فاقداً للشرعية ودعوته باطلة ولن تعدوا كونها مسرحية هزلية جديدة ومحاولة بائسة لإعادة إنتاج رئيس جديد لحكومة المرشد ونظامه الإرهابي المحتل لأرض الأحواز. وتابع "هذه الانتخابات لن تكون لا حرة ولا نزيهة لا في الأحواز ولا في باقي الأراضي التي تحتلها طهران ولن تُكسب نظام الملالي أي شرعية، كما أنها لا تستجيب لمعايير القرار 2254 الذي ينص على إجرائها بإشراف الأممالمتحدة أو بموجب دستور جديد". أدنى مشاركة وأظهر استطلاع لمركز استطلاع رأي الطلاب الإيرانيين، المعروف باسم ISPA، أن نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة ستكون 36%، وهي أقل نسبة مشاركة في تاريخ إيران. وذكر المركز، غير الحكومي، أن هذا الاستطلاع أجراه بعد يومين من مصادقة مجلس صيانة الدستور على أهلية المرشحين السبعة وأغلبهم من التيار المتشدد. وتقاطع القوى السياسية الإصلاحية وبعض حلفائها من المعتدلين الرافضين قرارات استبعاد مرشحيهم من السباق الانتخابي ، فيما أصدر رئيس قوى الأمن في البلاد، الجنرال حسين اشتري، أوامره باعتقال كل من يدعو الإيرانيين لمقاطعة الانتخابات. وفي وقت سابق من الشهر الجاري، كتب 231 ناشطًا سياسيًا، بمن فيهم شخصيات سياسية وعائلات السجناء السياسيين في السجون الإيرانية والمفقودين ونشطاء اجتماعيين ونشطاء ثقافيين، رسالة مفتوحة تدعو إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية. وكتب هؤلاء مخاطبين الشعب الإيراني "دعونا نقاطع الانتخابات الرئاسية الدرامية حتى لا تستمر الحكومة الحالية المناهضة للشعب، فيما قالت القوى السياسية الإصلاحية بأن استبعاد مرشحيهم "ضربة قاسية لثقة الشعب والأمل في الإصلاح من خلال الانتخابات وصناديق الاقتراع.