وصف سياسيون وإعلاميون الانتخابات المحلية الإيرانية بمسرحية هزلية تتكرر كل أربع سنوات وأبطالها منتسبو الحرس الثوري. جاء ذلك متزامنا مع نتائج جزئية نشرتها وكالة أنباء "فارس" القريبة من المحافظين، فيما أكد المتحدث الرسمي لمنظمة حقوق الإنسان البلوشي ، ملامجيد البلوشي، وجود تزوير في الانتخابات البرلمانية وبمشاركة المراقبين أنفسهم، مبينا أن المرحلة الثانية من هذه الانتخابات لا تختلف عن المرحلة الأولى كونها شكلية في كل الأحوال، معللا ذلك بأنها لا تؤثر في السياسات الخارجية أو الإستراتيجية، لأن خامنئي هو من يرسمها مبنية على عقيدة ولاية الفقيه. وقال: "القرار الأول والأخير بيد المرشد وليس بيد روحاني أو المجلس البرلماني، وأغلبية الشعب الإيراني بدأت بالتذمر من سياسات طهران، وهناك أصوات بدأت تتعالي بأن إيران تصرف المليارات لتنفيذ مخططاتها في الخارج، بينما ينتشر الفقر بصورة كبيرة في الداخل". ثوابت فارسية - التزوير في الانتخابات - انتهاك القوانين الدولية - اضطهاد الأقليات العرقية - التمويه والتضليل السياسي - التشريع بيد المرشد -زعزعة الأمن العربي
مقاطعة شاملة بين المدير التنفيذي للمركز الأحوازي لحقوق الإنسان، فيصل الأحوازي، أن إيران اضطرت للمرحلة الثانية للانتخابات، بسبب فشلها في الجولة الأولى التي قوبلت بمقاطعة شاملة، معتبرا كلتا الجولتين صوريتين لإيهام الرأي العام العالمي بأن طهران ديموقراطية. وأضاف: "إيران تحاول منذ عام 1979 أن تتلاعب بعقول المجتمع الدولي والإقليمي؛ فتارة نجدها تأتي بوجه محافظ وتارة بتوجه إصلاحي، ولكن الصحيح أن السياسة الخارجية الإيرانية لا تتغير بتغيير الوجوه بل هي ثابتة بأمر المرشد"، موضحا أن الانتخابات الجارية وهمية وصورية، وأن البرلمان الإيراني ليس له كلمة أو قرار. وتابع: "كل من يرشح نفسه يجب أن يحظى بموافقة اللجنة المختصة التابعة لمجلس يتم اختيار أعضائه من قبل خامئني مباشرة". بدوره، قال مدير شبكة "ميسان" للإعلام والدراسات الإيرانية، محمد المذحجي، إن نتائج الانتخابات التكميلية التشريعية الإيرانية تظهر أن الأجنحة السياسية لم تستطع أن تستحوذ على أغلبية المقاعد في مجلس النواب الإيراني، مما يفرض على بعض هذه الأجنحة أن تأتلف، حسب قوله. وأضاف "الجناح الإصلاحي وأولئك الذين يوصفون بالمعتدلين الداعمين لحكومة حسن روحاني، أعلنوا تحالفهم، مشيرا إلى أنهم شاركوا في الانتخابات التشريعية بقوائم مشتركة، مستدركا أن شراكتهم الانتخابية لم تنل أغلبية المقاعد في البرلمان".
مسرحية هزلية قال مدير وكاله أنباء "تُستَر"، قاسم محمد، إن النظام الإيراني يعد كل أربعة أعوام مسرحية أبطالها مرشحون من منتسبي الحرس الثوري الإيراني لإقناع المجتمع الدولي بديموقراطية النظام الإيراني في المنطقة. وذكر أن ناشطين أحوازيين سربوا العشرات من الأصوات والمقاطع الوهمية تبين مدى مهزلة الجولة الأولى والثانية من الانتخابات البرلمانية الإيرانية، مؤكدا أن العملية شهدت تزوير صناديق الاقتراع بشكل واضح أمام أنظار المراقبين. وأشار محمد إلى أن الجولة الثانية من انتخابات البرلمان الإيراني مجرد ألعوبة سياسية تريد منها طهران امتصاص غضب الشارع الإيراني المتهالك من الأزمة الاقتصادية التي تواجهها منذ أكثر من ثلاثة عقود، لافتا إلى أنها تهدف في الوقت نفسه إلى إرضاء الغرب على ضوء الاتفاقية النووية.
دولة الإعدامات بعيدا عن الانتخابات، أوضح قاسم محمد، أن إيران تتصدر قائمة أكثر الدول تنفيذا لحكم الإعدام، مستشهدا بتقارير حقوقية من منظمتي العفو الدولية و"هيومن رايتس ووتش"، مضيفا أن النظام لا يلتزم بالمعاهدات الدولية في الحفاظ على أمن وسلامة المواطنين الذين يعتقلون بتهم مختلفة. وأكد أن السلطات الأمنية لطهران نفذت خلال الأيام الماضية 17 حكماً بالإعدام لأشخاص من غير الفرس، لافتا إلى أن الأسبوع الماضي شهد إعدام ثمانية بلوشيين، وثلاثة أحوازيين، وستة آخرين في كرج الواقع في محافظة طهران. واستشهد بآخر الإحصاءات في هذا الصدد، مبينا أن نظام الملالي أعدم خلال مارس وأبريل الماضيين 30 شخصا.