يومًا بعد آخر تتكشف بالأدلة الصلات الوثيقة والتنسيق العملياتي بين ميليشيا الحوثي الانقلابية، ذراع إيران في اليمن، والتنظيمات الإرهابية الأخرى كداعش والقاعدة، إذ استلمت رئيسة مجلس الأمن الدولي، السفيرة الأمريكية لندا توماس غرينفيلد، أمس (الأربعاء)، تقريرًا من الحكومة اليمنية الشرعية عبر بعثتها في الأممالمتحدة، يثبت العلاقة الوطيدة والإسناد المتبادل وتوزيع الأدوار بين التنظيمات الإرهابية الثلاث. وقال تقرير الحكومة اليمنية الشرعية، إن ميليشيا الحوثي أفرجت عن 252 سجينا من عناصر القاعدة، كما أفرجت عن أحد مخططي الهجوم على السفينة الأمريكية "يو إس إس كول"، والذي أسفر عن مقتل 17 بحار أمريكيًا وإصابة 39 آخرين، مشيرًا إلى أن عمليات الحوثيين ضد القاعدة في اليمن صورية للتمويه على حقيقة التعاون بين التنظيمين الإرهابيين، وأن 55 من عناصر القاعدة في صنعاء تحت رعاية الحوثيين. وأشار التقرير، المدعوم بالصور، إلى أن القاعدة أخلت عدة مناطق وسلمتها للحوثيين للالتفاف على الجيش الوطني اليمني، وأن عناصر من داعش قاتلت في صفوف الحوثيين، وأن الجيش أسر بعضهم خلال المعارك، منوها إلى أن العلاقة الحوثية بالمنظمات الإرهابية وصلت إلى حد التنسيق المشترك، وتبادل الأدوار المهددة لأمن واستقرار ووحدة اليمن ومحيطها الإقليمي، وخطوط الملاحة الدولية، بصورة تحتم على المجتمع الدولي الرافع لراية الحرب على الإرهاب، أن يضطلع بمسؤولياته لدعم الحكومة الشرعية في مواجهة الميليشيا الحوثية والتنظيمات الإرهابية الأخرى. وطالبت الرسالة، المضمنة في التقرير المكون من 21 صفحة، بأهمية تبني تصنيف ميليشيا الحوثي على قائمة الإرهاب. وفي سياق تأكيد الإرهاب الحوثي، كشف مصدر طبي في الحديدة عن مقتل 18 مدنيا وإصابة 13 آخرين بينهم نساء وأطفال بنيران ميليشيا الحوثي الإرهابية غالبيتهم في مديرية حَيْس، جنوبي الحديدة، وذلك خلال شهر مارس من العام الجاري. إلى ذلك، حمّل تقرير أممي، قدّم إلى مجلس الأمن الدولي مؤخرًا الحوثيين الهجوم الدموي الذي استهدف مطار عدن اليمني في 30 ديسمبر الماضي، ونفّذ بصواريخ بالستية مماثلة لتلك التي يمتلكها المتمرّدون الحوثيون وأُطلقت من مواقع خاضعة لسيطرتهم. ولاحظ خبراء الأممالمتحدة، وفقا للتقرير، خلال التحقيق أن المطار أصيب بثلاثة صواريخ بالستية "أرض – أرض" دقيقة التوجيه وقصيرة المدى تحمل رؤوسًا حربية مجزّأة، ويحتمل أن تكون نسخة طويلة المدى من صاروخ (بدر-1) الذي شكّل منذ 2018 جزءًا من ترسانة مليشيا الحوثيين، مؤكدين أنه نظراً إلى مكان القصف، من الواضح أن النية كانت ضرب الطائرة التي كانت تقل مسؤولي الحكومة مثل صالة استقبال كبار الشخصيات حيث كان من المقرر عقد مؤتمر صحفي وقت الهجوم. وخلص التقرير إلى أن قرار اللحظة الأخيرة بإيقاف الطائرة بعيدًا عن الصالة والتأخر غير المخطط له في إنزال الركاب حالا دون وقوع إصابات إضافية في صفوف المسؤولين الحكوميين، وأن صاروخين على الأقل (أحدهما تحطم بعد وقت قصير من إطلاقه) أطلقا من مطار تعز وأن الصاروخين المتبقيين تم إطلاقهما كما يبدو من مركز تدريب للشرطة في جنوب مدينة ذمار، وأن الصواريخ أطلقت من منشآت كانت تحت سيطرة المليشيا الحوثية وقت القصف.